يشكّل حزب العمل، بقيادة بيتر أوباي، أملًا كبيرًا للشباب النيجيري، إذ وعد بإحداث تغيير جذري في المشهد السياسي للبلاد. ومع ذلك، وبعد مرور 18 شهرًا على فوز بولا تينوبو في الانتخابات الرئاسية، يبدو أن هذا الأمل بدأ يتلاشى تدريجيًا.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، يواجه حزب العمل تفككًا داخليًا، حيث شهد انسحاب عدد من النواب، إلى جانب خلافات داخلية تهدد مشاركته في الانتخابات المقبلة عام 2027.
وأثار حزب العمل، المعروف بمؤيديه الذين يُطلق عليهم "الأوبيدينتس"، حماسًا غير مسبوق خلال حملة 2023 الانتخابية، حيث تمكن أوباي من تحقيق أداء قوي، مستقطبًا دعمًا واسعًا من الشباب الساعين للتغيير، والذين سئموا من الفساد والفشل السياسي.
إلا أن الأمور سرعان ما بدأت في التدهور بعد الانتخابات، إذ انسحب عدد من النواب، خصوصًا من المناطق التي كانت تُعتبر معاقل لأوباي، ما أثار تساؤلات حول قدرة الحزب على الاستمرار كقوة معارضة فاعلة.
كما يواجه حزب العمل أزمات داخلية تتعلق بالقيادة والإدارة المالية، حيث ظهرت خلافات حادة بين قيادة الحزب ومؤيدي أوباي حول كيفية إدارة الأموال المستخدمة في الحملة الانتخابية.
وأسفرت هذه الانقسامات عن دعوات متزايدة لإجراء إصلاحات داخلية، غير أن القيادة الحالية، برئاسة جوليوس أبور، ترفض اتخاذ خطوات حاسمة في هذا الاتجاه، ما يزيد من تعقيد الأوضاع داخل الحزب.
في ظل هذه التحديات، يبدو أن الرئيس بولا تينوبو يواصل تعزيز سلطته في البلاد، حيث إن سيطرته على الحكم، إلى جانب تفكك حزب العمل وحزب الشعب الديمقراطي (PDP)، يثيران تساؤلات حول قدرة الأحزاب المعارضة على تشكيل جبهة موحدة لمواجهة تينوبو في الانتخابات المقبلة.
وأكد تقرير صحيفة "لوموند" أن مستقبل حزب العمل يظل محفوفًا بالصعوبات، إلا إذا تمكن الحزب من إعادة بناء الثقة بين صفوفه وتنظيم جهوده في الأشهر المقبلة.
كما حذر التقرير من أنه إذا لم يتمكن الحزب من معالجة مشكلاته الداخلية، فمن المحتمل أن يفقد دعم الشباب الذي كان يعتمد عليه، مما سيعقّد مسيرته نحو الانتخابات القادمة.