رأت صحيفة "فايننشال تايمز" أن المستهلكين في جميع أنحاء الولايات المتحدة والمكسيك وكندا سيعانون من "حرب الجمارك" التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة إن "ترامب أطلق العنان لوابل من الرسوم الجمركية ضد كندا والمكسيك والصين ما أدى إلى إطلاق حرب تجارية عالمية جديدة".
وأضافت أنه "في حين تعهدت الدول بالرد بفرض تعريفات جمركية خاصة بها، فإن هذا يمهد الطريق لحرب اقتصادية سيتردد صداها عبر الأسواق في الأسابيع المقبلة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركات الأمريكية صدرت ما قيمته 763 مليار دولار من البضائع إلى الدول الثلاث في الأشهر الـ11 الأولى من عام 2024؛ حيث ذهب 17% من إجمالي الصادرات إلى كندا، و16% إلى المكسيك، و7% إلى الصين.
ورجحت أن تكون شركات صناعة السيارات ومنتجو المواد الغذائية والبناء، التي تعتمد جميعها بشكل كبير على التجارة عبر الحدود، من بين الصناعات الأكثر تضررًا.
ونوهت إلى أن نحو 16% من قيمة السيارة المصنوعة، للثلاثة الكبار التقليديين؛ فورد وجنرال موتورز وستيلانتس، في الولايات المتحدة تأتي من العمل المنجز في المكسيك أو كندا، ما يُعني أن الشركات، بفعل التعريفات الجديدة، ستكون أمام خيار استيعاب زيادة التكلفة أو رفع الأسعار على المستهلكين.
ويُتوقع أن تتأثر واردات الأغذية من كل من كندا والمكسيك بشدة.
واستوردت الولايات المتحدة أكثر من 45 مليار دولار من المنتجات الزراعية من المكسيك في عام 2023، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، بما في ذلك الفراولة والتوت والطماطم ولحم البقر.
واستوردت بقيمة 40 مليار دولار أخرى من كندا، بما في ذلك لحوم البقر ولحم الخنزير والحبوب والبطاطس والكانولا.
كما ستواجه مواد البناء أيضًا ضغوطًا، حيث يتم استيراد حوالي ثلث الخشب اللين المستخدم في الولايات المتحدة من كندا.
وتمثل كندا والمكسيك مجتمعتيْن أكثر من خمس واردات الأسمنت الأمريكية، وفق الصحيفة.
ونقلت عن جيمس نايتلي، كبير الاقتصاديين الدوليين في آي إن جي قوله إن "الكثير من الزيادة في التكلفة الناجمة عن التعريفات الجمركية سيتم تمريرها إلى المستهلكين الأمريكيين".
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على واردات النفط الخام لتغذية مصافيها، حيث يأتي نحو 40% من النفط الخام المكرر في البلاد من الخارج، 60 % منه من كندا و 11% من المكسيك.
