أجرى رئيس بلدية أنقرة، منصور يافاش، جولة ميدانية في مدينة بعيدة عن العاصمة خلال زيارة ذات طابع سياسي تتفق مع ما يثار داخل حزبه وفي الوسط السياسي التركي، عن كونه مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية المقبلة.
شارك يافاش، وهو محامٍ وسياسي بارز في حزب الشعب الجمهوري المعارض، زعيم حزبه، أوزغور أوزيل، في حضور تجمع لأنصار الحزب في مدينة كلّس، بأقصى جنوب البلاد.
أقيم التجمع أمس الأول الأحد، واستهدف حشد الأنصار في مواجهة ما يقول أكبر أحزاب المعارضة التركية إنها حملة قضائية تقف خلفها الحكومة للضغط عليه بسبب تزايد شعبيته، وقد أفضت لتوقيف 17 رئيس بلدية تابعين له، بينهم رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو.
وإمام أوغلو هو مرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية التي يطالب حزبه بتنظيمها قبل موعدها المقرر في 2028، لكن خوضه لهذه الانتخابات بات محل شك كبير منذ الأسبوع الماضي.
وقد صدرت لائحة اتهام طويلة بحق إمام أوغلو، تتضمن اتهامات بالفساد المالي في نحو 150 قضية، مع مطالبة النيابة بمعاقبته بالسجن لمدة تصل في مجموع العقوبات إلى نحو 2500 عام.
ورغم تشكيك إمام أوغلو وحزبه بهذه الاتهامات ووصفها بأنها ذات طابع سياسي، فإنها تشكل بداية لمحاكمة طويلة قد تستمر سنوات، بجانب مواجهة إمام أوغلو تهماً أخرى، إحداها تتعلق بسلامة شهادته الجامعية، ما يقلل من فرص خوضه للانتخابات الرئاسية.
وجاءت جولة منصور يافاش بعد صدور لائحة الاتهام ضد إمام أوغلو، فظهر على المنصة أمام أنصار الحزب، في كلّس، وألقى كلمة انتقد فيها حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم، وقال: "أعتقد أن هذا البلد سيشهد قريبًا حكومةً تُطبّق العدالة على الجميع بالتساوي".
كما تحدث يافاش في خطابه أمام أنصار حزبه، عن السلطة القضائية التي وصفها بالضعيفة، وقال إن الاقتصاد في حالة يرثى لها، قبل أن يطالب بمحاكمة رؤساء البلديات التابعين للحزب وهم طلقاء.
واستبق يافاش وصوله إلى مدينة كلّس، بزيارة محافظة غازي عنتاب، الواقعة على طريق كلّس، وهناك تجول في المدينة والتقى مع أصحاب محال تجارية ومواطنين أتراك التقطوا معه الصور التذكارية.
وأورد تلفزيون "خلق تي في" التابع لحزب الشعب الجمهوري، تفاصيل الزيارة العابرة لغازي عنتاب التي يدير حزب العدالة والتنمية الحاكم بلديتها الرئيسية، وقال إن يافاش قوبل باهتمام من قبل السكان.
ويتمتع يافاش بشعبية كبيرة في تركيا بعد أن فاز في انتخابات 2019 و2024 على مرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة التي كانت معقلاً قوياً لأنصار الحزب الحاكم طوال 20 عاماً.
لكن يافاش يواجه تحديات في ترشحه للرئاسة حتى مع استبعاد إمام أوغلو الذي كان المرشح الأقوى للحزب، إذ إن جذوره القومية قد تدفع الأحزاب ذات الطابع الكردي والناخبين الأكراد المستقلين لعدم انتخابه.
كما يواجه يافاش تحدياً آخر في إمكانية أن يترشح رئيس الحزب، أوزغور أوزيل للرئاسة في سيناريو يجري الحديث عنه في أوساط حزب الشعب الجمهوري وفق ما قاله الصحفي والكاتب السياسي التركي "أيتونتش إركين" في مقابلة تلفزيونية حديثة.
ومن المقرر أن يعقد الحزب الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك قبل أكثر من مئة عام، مؤتمره السنوي العام في وقتٍ لاحق من الشهر الجاري، وقد تُحسم فيه هوية مرشح الحزب للرئاسة.
ويعتقد حزب الشعب الجمهوري أن الحزب الحاكم يرغب بإجراء انتخابات مبكرة لضمان قدرة الرئيس رجب طيب أردوغان على الترشح مجدداً بعد ولايتين متتاليتين لا يمكن تخطيهما إلا بانتخابات مبكرة أو بتغيير الدستور.