كشف تحقيق أجرته صحيفة "التايمز" البريطانية أن جاسوسًا صينيًا يحمل الاسم المستعار "روبن تشانغ" استخدم ملفات تعريف LinkedIn، خمس سنوات على الأقل؛ للوصول إلى أسرار بريطانية مقابل مبالغ كبيرة.
وقالت الصحيفة إن ضابط المخابرات في وكالة التجسس الرئيسية في بكين أنشأ شركات أمنية ومواقع إلكترونية مزيفة؛ لتعزيز مصداقيته على موقع التواصل المهني الأكبر في العالم.
وأوضحت أن الجاسوس كان يستهدف مسؤولي الأمن وموظفي الخدمة المدنية والعلماء والأكاديميين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات سرية أو تكنولوجيا حساسة تجاريًا.
وأشارت إلى أن أجهزة الأمن الغربية تعتقد أن عميل الاستخبارات الصيني "تشانغ" كان يعمل بالكامل تقريبًا من مكتب، وربما من مقر وزارة أمن الدولة الصينية في بكين.
وأضافت أن تشانغ اتصل بالمسؤولين العاملين في المجالات الحساسة؛ لمحاولة بناء علاقات، وعرض على مسؤول استخباراتي عسكري سابق مبالغ كبيرة من المال مقابل معلومات حول عمل بريطانيا في مكافحة الإرهاب.
ورأت الصحيفة أن تقنيات "تشانغ" كانت فعالة للغاية، وأنه يتم تشغيلها بسهولة من بكين؛ بهدف نهائي هو جعل الأهداف تسافر إلى الصين حيث يمكن إجبارهم على الكشف عن المزيد من المعلومات.
وبينت أن الكثيرين ممن وقعوا في فخ الجاسوس أغراهم المال ووظائف القطاع الخاص التي يعدهم بها، وكذلك الثناء الذي كان يرسله لهم بعد تسليمهم السيرة الذاتية الخاصة بهم له.
وحذر وزير الأمن البريطاني "توم توجندهات" من أن المخابرات الصينية تستخدم موقع "LinkedIn" لاستهداف المواطنين البريطانيين، ولا يقتصر الأمر على الموظفين الحكوميين، بل يطال الشركات والباحثين والأكاديميين.
هيئة الأمن الوقائي الوطنية، وهي ذراع الأمن الوقائي لجهاز "M15" أنتجت تطبيقًا يساعد في اكتشاف الملفات المشبوهة
وعلى إثر ذلك، ذكرت صحيفة "التايمز" بأن هيئة الأمن الوقائي الوطنية (NPSA)، ذراع الأمن الوقائي لجهاز "M15"، أنتجت تطبيقًا تم تطويره بالتعاون مع علماء السلوك؛ لمساعدة المسؤولين الحكوميين والمقاولين العسكريين والمتخصصين في التكنولوجيا وغيرهم من الأهداف المحتملة للدول المعادية، للتعرف على الملفات الشخصية المزيفة والجواسيس الأجانب والجهات الفاعلة الخبيثة.
وقالت الصحيفة إن التطبيق، وهو جزء من حملة "Think before you link" التي تم إطلاقها عبر الخدمة المدنية، يساعد المستخدمين أيضًا على تقييم مدى صحة الملفات الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي، مثل "LinkedIn" التي تستخدمها الصين لمهاجمة المصالح البريطانية، وفقًا للدور الوظيفي المزعوم للأفراد والشركة.
وأضافت الصحيفة بأن جهاز "M15" كان سباقًا بشأن إثارة المخاوف حول الدول المعادية، حيث حذر كين ماكالوم، المدير العام للجهاز، من أن أكثر من 10 آلاف مسؤول بريطاني ومواطنين آخرين لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات سرية أو حساسة قد تم استهدافهم للتجنيد من قبل دول معادية.
كما حذر "ماكالوم" من أن الجامعات كانت أهدافا جاذبة للتجسس والتلاعب، حيث قارن السباق العلمي العالمي بالحرب الباردة.
وقال إن الجهات المعادية تسرق الأبحاث البريطانية بشكل منتظم ومحبط، وحث الطلاب على توخي الحذر الشديد لتجنب نقل الأسرار إلى الصين وروسيا وإيران.
المصدر: صحيفة "التايمز".