حذّر حلفاء الرئيس دونالد ترامب من أن خطة إيلون ماسك لإطلاق حزب سياسي أمريكي جديد قد تُحدث انقسامًا في صفوف الجمهوريين، وفقا لصحيفة "التلغراف" البريطانية.
وأعلن رئيس شركة تسلا تأسيسه "حزب أمريكا" بعد أن أيّد متابعوه على مواقع التواصل الاجتماعي الفكرة في استطلاع رأي إلكتروني.
وقال ماسك، الذي كان حتى وقت قريب حليفًا رئيسًا لترامب، إن الحزب سيركز بشكل كبير على الفوز بعدد من مقاعد مجلس الشيوخ ودوائر مجلس النواب، في محاولة للتأثير في التصويتات الرئيسة على التشريعات.
وحذّرت لورا لومر، إحدى أبرز الشخصيات المؤثرة في حركة "ماغا" (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) والمقربة من ترامب، من أن هذه الخطوة قد تُثير انشقاقات في صفوف الجمهوريين وتُؤدي إلى انقسام في قاعدة الحزب.
وكتبت على حسابها على منصة إكس: "أتوقع انضمام تاكر كارلسون، ومارغوري تايلور غرين، وتوماس ماسي إلى "حزب أمريكا" الجديد لإغاظة الرئيس ترامب".
وهدد رحيم قاسم، وهو مؤيد بارز آخر لحركة "ماغا"، بالتخلي عن منصة إكس التابعة لماسك إذا انحازت خوارزميتها ضد ترامب.
وكتب: "إذا حوّل ماسك إكس إلى سلاح ضد ماغا، فسأترك هذا الحساب كنظام تغذية آلية للأخبار، وسأنتقل إلى منصة "تروث سوشال" بصراحة".
وقال ماسك إن قراره بتشكيل الحزب نابع من معارضته لمشروع قانون ترامب الاقتصادي الجديد، الذي يتضمن تخفيضات ضريبية للأثرياء، وتخفيضات كبيرة في برنامج ميديكيد، وإلغاء دعم السيارات الكهربائية.
وتساءل ستيف بانون، كبير الاستراتيجيين السابق لترامب، عما إذا كان ماسك قادرًا على تشكيل حزب جديد، لأنه مولود في الخارج، كما كرر دعواته لترحيله.
وأضاف: "لا يا أخي، أنت لست أمريكيًا. أنت جنوب أفريقي. إذا أخذنا وقتًا كافيًا وأثبتنا صحة ذلك، يجب ترحيلك لأن ما فعلته يُعدّ جريمة من بين جرائم أخرى" وفق تعبيره.
ولطالما كان أداء الأحزاب الثالثة ضعيفًا في الانتخابات الأمريكية بسبب نظام الأغلبية البسيطة في البلاد، الذي يُفضّل الديمقراطيين والجمهوريين. وقد تصدّر مرشحو الأحزاب الثالثة السابقون، مثل روس بيرو ورالف نادر، عناوين الصحف، لكنهم لم يُحرزوا تقدمًا يُذكر.
لكن ماسك يأمل أنه من خلال تأمين عدد صغير من المقاعد في مجلس الشيوخ ومجلس النواب في الانتخابات النصفية العام المقبل يمكن لـ "حزب أمريكا" أن يعمل كصانع ملوك في التصويتات التشريعية المتقاربة.
وقد عانى كلا الحزبين الرئيسين في السنوات الأخيرة من أجل تمرير القوانين بسبب المعارضة الداخلية. ويشير الاستراتيجيون السياسيون إلى أن حزب ماسك سيلحق ضررًا أكبر بالجمهوريين.
من جانبه، صرح دافيد تاونلي، الخبير السياسي الأمريكي، لمجلة نيوزويك: "لا تميل الأحزاب الثالثة إلى أن يكون لها عمر طويل في السياسة الأمريكية".
وأضاف أنه "من المرجح أن يُقسّم "حزب أمريكا" أصوات الجمهوريين، ما قد يؤدي إلى هيمنة الديمقراطيين على مجلس النواب، على الأقل على المدى القصير، نظرًا إلى النظام الانتخابي الذي يُعطي الفائز كل شيء".
وقال أنتوني سكاراموتشي، رئيس الاتصالات السابق لترامب، وهو الآن منتقد صريح للرئيس، إنه يرغب في مقابلة ماسك لمناقشة المشروع الجديد.
في ذات السياق، أضرّ الكشف عن "حزب أمريكا" بشركة تيسلا، التي عانت في سوق الأسهم منذ دخول ماسك المعترك السياسي ودعمه لحملة إعادة انتخاب ترامب بمئات الملايين من الدولارات.
وأعلنت شركة أزوريا بارتنر، وهي شركة استثمارية، أنها ستؤجل خطط الاستثمار في تيسلا، وشجعت مجلس إدارتها على كبح جماح ماسك.