logo
صعود اليمين المتطرف اليابانيالمصدر: إرم نيوز
العالم

موجة اليمين تجتاح اليابان.. سانسايتو يُعيد تشكيل المشهد الحزبي (إنفوغراف)

شهدت اليابان في السنوات الأخيرة صعودًا متسارعًا للتيارات القومية والشعبوية، وكان حزب سانسايتو (سانسي) أبرز تعبير عن هذه الموجة.

تمكن الحزب الذي تأسس قبل سنوات قليلة على قاعدة قومية محافظة، من ترسيخ حضوره السياسي والاجتماعي، حتى أصبح اليوم أحد أهم المؤثرين في المشهد الحزبي الياباني. 

ويعكس هذا التحول ديناميكيات جديدة في الداخل الياباني، مرتبطة أيضًا بالموجة اليمينية العالمية.

النفوذ السياسي

حقق حزب سانسايتو في انتخابات 2024 8.5% من الأصوات، وهو ما يعد اختراقًا كبيرًا في السياسة اليابانية الحديثة. 

أخبار ذات علاقة

عضو الحزب الديمقراطي الليبرالي الياباني ساناي تاكايتشي

صعود "المرأة الحديدية" في اليابان يفتح جبهة صدام مع بكين وسول

وتضاعفت عضوية الحزب بسرعة لافتة من 10 آلاف عضو عام 2022 إلى نحو 120 ألف عضو في 2025؛ كما يمتلك الآن 3 مقاعد برلمانية، مع توقعات بمضاعفتها مستقبلًا. 

ويشير المراقبون إلى أن قوة الحزب تكمن في قدرته على استقطاب الشباب، إذ يشكلون نحو 27% من مؤيديه، إلى جانب حضوره القوي على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتابعه أكثر من 5 ملايين شخص.

ويركز الحزب على ثلاث قضايا رئيسية: رفض الهجرة، ومضاعفة الإنفاق الدفاعي، وتعزيز الهوية القومية عبر التعليم. 

وتؤكد بيانات داخلية أن 62% من أنصار الحزب يعارضون الهجرة، سواء الشرعية أو غير الشرعية. 

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور ساتورو ناغاو، زميل غير مقيم في معهد هدسون، والخبير الياباني، في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "قضية الهجرة تلقى مقاومة شديدة في اليابان، ولا يقتصر الأمر على حزب سانسي، بل إن أحزابًا أخرى تعارضها أيضًا.

وأضاف ناغاو أن زعيم الحزب شدد على أن سانسي ليس حزبًا معاديًا للأجانب، لكنه استغل المزاج العام المعادي للهجرة لتعزيز شعبيته.

التحالفات الدولية وتأثير الموجة العالمية

لا ينفصل صعود سانسايتو عن التحولات العالمية؛ فالحزب يشارك بانتظام في المؤتمرات اليمينية الدولية، وحضر 4 فعاليات كبرى خلال 2025، للتنسيق مع أحزاب قومية في أوروبا ومع دوائر قريبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب: كوريا الجنوبية واليابان ستضخان مليارات الدولارات مقدما

ويشير الدكتور ناغاو إلى أن حزب سانسي يحاول أن يكون النسخة اليابانية من اليمين الشعبوي، مستفيدًا من صعود هذه الحركات في الولايات المتحدة وأوروبا؛ ما يجعله جذابًا لليمين الياباني الباحث عن بديل محلي.

تكمن إحدى أهم نقاط القوة لسانسايتو في ضعف الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، فحسب ناغاو: "ينظر كثيرون إلى رئيس الوزراء إيشيبا باعتباره محسوبًا على الجناح اليساري للحزب الليبرالي الديمقراطي؛ ولهذا، ترك العديد من أنصار الجناح اليميني الحزب وانضموا إلى سانسي". 

ويضيف الخبير الياباني: "الناخبون الشباب لا يحبون أسلوب الحزب الليبرالي الديمقراطي القديم، إذ يقوده رجال في السبعينات من العمر، مع تمثيل نسائي ضعيف لا يتجاوز 18%؛ في المقابل، يضم حزب سانسي 50% نساء بين مرشحيه؛ ما يجعله أكثر جاذبية للأجيال الجديدة".

التحولات الاجتماعية والسياسية

تشير الأرقام إلى أن دعم سانسي يتركز بين الفئات العمرية الصغرى، من العشرينات إلى الأربعينات، بينما يظل الناخبون في الخمسينات والستينات والسبعينات أوفياء للحزب الليبرالي الديمقراطي. 

ويرى ناغاو أن هذا التحول "يمنح سانسي صورة الحزب الجديد مقابل صورة الحزب العجوز، وهو ما يفسر فوزه الأخير وزيادة قاعدته الشعبية".

أخبار ذات علاقة

زعيم كوريا الشمالية يتفقد ترسانة الأسلحة لبلاده

كوريا الجنوبية وأمريكا واليابان: ملتزمون بنزع سلاح كوريا الشمالية النووي

ورغم رفض بعض المحللين تصنيف سانسايتو كيمين متطرفًا، فإن تبنيه خطابًا قوميًّا متشددًا يطرح تحديات للنظام السياسي الياباني؛ فتعزيز الاستقطاب الداخلي، وربط الأجندة اليابانية بموجة يمينية عالمية، قد يضعان البلاد أمام معادلات جديدة في السياسة الداخلية والخارجية. 

ومع ذلك، فإن صعود الحزب يعكس بوضوح حالة التململ الشعبي من الأحزاب التقليدية؛ ما يجعله ظاهرة يصعب تجاهلها في مستقبل اليابان السياسي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC