كشف تقرير حديث أن خطة السلام الأمريكية-الأوكرانية الجديدة، التي قدمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن، تواجه جدارًا صلبًا من الرفض الروسي؛ إذ يرى الكرملين أن مقترحات كييف لا تمنحه أي انتصار داخلي يمكن تسويقه للرأي العام، ولا تلبّي شروطه الاستراتيجية على الأرض.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن النسخة الجديدة من الخطة نصت على ضمانات أمنية لأوكرانيا، وحملت خططًا لإعادة بناء المناطق المتضررة من الحرب، بينما تُصرّ على عدم تلبية المطالب الروسية في دونيتسك ولوغانسك، كما تستبعد أي قيود على انضمام أوكرانيا المحتمل للناتو.
ويرى الخبراء أن هذه المعايير تجعل من الصعب على موسكو قبول الخطة دون التضحية بنفوذها العسكري والسياسي الذي اكتسبته بصعوبة خلال عامين من الحرب.
وعلى الرغم من التكاليف الاقتصادية والعسكرية للحرب، يظل الاقتصاد الروسي قادرًا على الصمود، بينما يواصل الجيش الروسي استقبال مجندين جدد ويحتفظ بإمكانات عسكرية تمكنه من الاستمرار في العمليات القتالية.
وفي الوقت نفسه، يسمح التفاوض لموسكو بكسب الوقت، وتأجيل أي ضغوط اقتصادية أو سياسية إضافية من واشنطن، ما يجعل رفض الخطة خيارًا أكثر ربحية تكتيكيًا من الموافقة عليها.
ويعتقد مراقبون أن روسيا من خلال هذا الموقف المتشدد تظهر أنها ترى في الحرب أداة قوة أفضل من أي اتفاق يمكن أن يُفرض عليها، وتحوّل مفاوضات السلام إلى لعبة تكتيكية تحافظ فيها على مصالحها الاستراتيجية دون تقديم تنازلات جوهرية، ورجح محللون أن تستمر المناورات الدبلوماسية حول شروط السلام مع استمرار الحرب.
من جانبه قال محلل مقيم في كييف فولوديمير فيسينكو، على صفحته في فيسبوك: "بوتين لا ينوي إنهاء الحرب ضد أوكرانيا، ولا يستعد لتقديم أي تنازلات حتى ولو بسيطة في هذه المرحلة".
وأضاف فيسينكو: "بالنسبة للكرملين، فإن مناقشة خطة السلام المرتبطة بترامب، ما هي إلَّا لعبة تكتيكية مع الولايات المتحدة، تهدف إلى الحفاظ على علاقات بنّاءة مع الرئيس الأمريكي، وفي الوقت نفسه إثارة توترات وتناقضات بين واشنطن وكييف".