logo
العالم

معركة خفية مع روسيا تحت سطح البحر

معركة خفية مع روسيا تحت سطح البحر
01 أكتوبر 2023، 4:27 م

تمثل كوابل الإنترنت الممتدة تحت سطح البحر شريان الاقتصاد العالمي، ولعل هذا ما يجعلها واحدة من نقاط ضعف الغرب التي يفكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستغلالها لصالحه، وفق ما أوردته صحيفة "تلغراف" البريطانية.

يقول "تريفور تايلو" أحد مديري مركز أبحاث الدفاع (RUSI) في لندن، إن روسيا اكتشفت بالفعل أن الكابلات البحرية تمثل نقطة ضعف للغرب.

وأضاف تايلو: "حتما سيكون هناك في روسيا من يطالب بتهديد الغرب من خلالها، خاصة أن موسكو لا تعتمد عليها كثيرًا في التجارة الدولية كما يفعل الغرب".

ووفق الصحيفة، فإنه في ظل استثمار روسيا المتزايد فيما يطلق عليه المفكرون العسكريون (القدرات العسكرية تحت سطح الماء)، فإن احتمال حدوث انقطاع عالمي في شبكة الإنترنت ينبغي عدم تجاهله".

وتابعت: "من السهل جدًا شل قدرة الغرب على الاتصال والتجارة، وهذا ما يبعث على القلق.. أضف إلى ذلك، أن الانقطاع سيكون مكلفًا من ناحية الوقت والمال، إذ إن إصلاح كابل واحد فقط من الخطوط البحرية يمكن أن يكلف بين مليون واحد إلى 13 مليون دولار بحسب موقع وعمق الكابل البحري".

أخبار ذات صلة

c109605c-0968-4f3c-8937-04c65fdb7022

تقرير: روسيا وأمريكا تخوضان حربا خفية في أعماق البحار‎

           

ولفت التقرير إلى أنه في الساحل الغربي لأفريقيا مثلاً، ربما تستغرق عملية الإصلاح شهورًا، بينما في سواحل المتوسط، والمحيط الأطلسي، ربما تدوم لبضعة أيام أو أسابيع في ظل وجود مزودي الخدمة الأثرياء.

وكانت (أورنج ماريين)، التابعة لمجموعة (Orange) الفرنسية للاتصالات، أطلقت سفينة جديدة تحمل اسم "سوفي جيرمان"، تتمثل مهمتها في العثور على أي ضرر يلحق بآلاف الأميال من الكابلات التي تعبر البحر المتوسط، والبحر الأحمر، والبحر الأسود وإصلاحه.

وقالت الصحيفة في تقريرها: "لا شك أن تدمير البنية التحتية للأنترنت تحت البحر لا يؤدي فقط إلى إبطاء تصفح المستهلكين له، والتقليل من أرباح المساهمين، بل يمكن أن يُلحق ضررًا باقتصادات دول بأكملها".

وأضافت أن روسيا من جانبها لديها تاريخ طويل يعود ربما لأيام الحرب الباردة، في شن حروب تحت الماء.

ونقلت عن ضابط البحرية البريطانية الأسبق "توم شارب" قوله إن الغواصات الروسية تتجول باستمرار على مقربة من البنية التحتية البريطانية تحت سطح البحر.

وأضاف: "قد كان من بين المهام الموكلة لسفينته الحربية، إبعاد الروس عن الكوابل البحرية التي تزود بلاده بالإنترنت".

وبحسب "تلغراف"، فإن التدخل الروسي في الكابلات البحرية كان موضوع نقاش عام من قبل.

وتبيَّن أن سفينة التجسس الروسية (يانتار) كانت تبحر على مقربة من الكوابل في ذلك الوقت.

ورغم ضراوة الحرب الأوكرانية، ومصالح روسيا الكبيرة في حوض المتوسط، لم تتضرر عشرات الكابلات التي تمر عبر نقاط التجارة البحرية والرقمية لأي ضرر، وبقيت سليمة على حالها.

ويقول القائمون على إصلاح الكابلات البحرية إن معظم حوادث تعطل تلك الكابلات التي واجهتهم لغاية الآن، كانت إما بسبب قوارب الصيادين أو الانهيارات الأرضية في أعماق البحار، أو أحيانًا الأعطال الفنية التي تستدعي تغيير بعض الأجزاء، إلى جانب أن الكوارث الطبيعية يمكن أن تكون كارثية بالنسبة لكابلات الألياف الضوئية تمامًا مثل تدخلات الإنسان.

المصدر: صحيفة "تلغراف" البريطانية

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC