أظهرت بعض الصورِ الجويةِ التي التقطتها مواقعُ متخصصةٌ بالرصد قيامَ الولايات المتحدة الأمريكية بإخلاء بعضِ قواعدِها العسكريةِ في منطقةِ الشرق الأوسط خلال اليومين الماضيين.
وقالت مصادرٌ عسكريةٌ عربيةٌ إن الخطوةَ الأمريكية بهذا الخصوص تعكس إجراءً احترازيًا تحسبًا لمهاجمتها من قبل إيران أو الميليشيات الموالية لها في حال قررت واشنطن مشاركة إسرائيل بالحرب على إيران.
وأوضحت المصادرُ أن القواتِ الأمريكية نقلت المعداتِ العسكريةَ والطائراتِ الحربيةَ والعموديةَ من القواعدِ التي أخلتها إلى مكانٍ آخرَ غيرِ معروفٍ في المنطقة.
وأكدت المصادرُ العسكريةُ أن الولايات المتحدة أجلت عائلاتِ العسكريين العاملين في بعضِ قواعدها العسكريةِ، بالإضافة إلى الدبلوماسيين في عددٍ كبيرٍ من سفاراتها، وذلك بعد تصاعدِ التوتراتِ في المنطقة على خلفيةِ الصراع الإيراني الإسرائيلي.
وكانت إيران هدّدت باستهدافِ القواعدِ الأمريكية في الشرق الأوسط، في حال قررت واشنطن المشاركة في ضربِ مواقعِها النوويةِ؛ ما دفع الأخيرةَ لإخلاءِ بعضِ قواعدِها العسكريةِ، خاصةً القريبةِ من مركزِ الصراع.
وجاء الإجراءُ الاحترازيُّ الأمريكي بإخلاءِ بعضِ قواعدِها العسكريةِ، رغم امتلاكها قدراتٍ دفاعيةً متطورةً مثل منظومةِ دفاعٍ جويٍّ تُعدُّ الأكثرَ تطورًا، وهي منظومةُ صواريخِ باتريوت، التي يمكنها التصدي لأيِّ هجومٍ تتعرض له.
ويتركز الوجودُ العسكريُّ الأمريكيُّ في نحو 63 قاعدةً ونقطةٍ عسكريةٍ في منطقةِ الشرق الأوسط والخليج العربي، ويبلغ عددُ الجنودِ الأمريكيين في هذه القواعدِ نحو 53 ألفَ جنديٍّ.
وبرغم الضبابيةِ التي تحيط بتوجهاتِ واشنطن فيما يخص مشاركتها في ضربِ المواقعِ النوويةِ الإيرانيةِ، إلا أن تحركاتِ قواتِها الجويةِ والبحريةِ تعكس نيتها المشاركةَ في الحرب، دون أن تحددَ موعدًا لذلك.
وفي إطار استعدادها للمشاركةِ في الحرب، فقد عملت واشنطن عددًا كبيرًا من أسطولها الحربي في المنطقة، وعلى نحوٍ يُعد الأكبرَ منذ حربِ الخليجِ الأولى.
وبالإضافة إلى الطراداتِ وسفنِ التزويدِ والحمايةِ المرافقةِ لحاملاتِ الطائراتِ الضخمةِ، فإن عددَ القطعِ البحريةِ الأمريكية في المنطقة تجاوز 97 قطعةً بتاريخ 17 يونيو/ حزيران الجاري.
وجاء الحشدُ الكبيرُ للقواتِ البحريةِ العسكريةِ الأمريكية في المنطقة في ظل ارتفاعِ وتيرةِ الصراعِ الإسرائيليِّ-الإيرانيِّ، الذي بدأ منذ نحو أسبوعٍ، وشهد تبادلَ الضرباتِ العسكريةِ التي استهدفت مختلفَ المواقعِ العسكريةِ في البلدين.
كما يعكس حشدُ الأسطولِ البحريِّ الأمريكيِّ احتمالَ حسمِ الولايات المتحدة قرارَها بالمشاركةِ مع إسرائيل في الهجومِ على إيران لتدميرِ برنامجِها النوويِّ.
يُشار إلى أن الوجودَ العسكريَّ الأمريكيَّ الكبيرَ على امتدادِ الشرق الأوسط، يتم تبريره تحت ذرائعَ عدةٍ، منها مكافحةُ الإرهابِ، وضمانُ حريةِ الملاحةِ في المضائقِ الدوليةِ، والحفاظُ على أمنِ إمداداتِ الطاقةِ.