تصاعدت حدة التوتر الدبلوماسي بين إسرائيل وفرنسا، بعد أن شنّت الحكومة الإسرائيلية هجومًا كلاميًا غير مسبوق على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
هجوم تل أبيب جاء على خلفية تصريحات ماكرون الأخيرة التي دعا فيها إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، وانتقد الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
ووفقًا لما أوردته صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أطلق أول الانتقادات خلال زيارة أجراها يوم الجمعة إلى شمالي الضفة الغربية المحتلة.
ووجّه كاتس من داخل مستوطنة "صانور" التي تم تفكيكها سابقًا رسالة مباشرة إلى ماكرون، قائلًا: "ماكرون وأصدقاؤه سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، أما نحن فسنواصل بناء الدولة اليهودية على الأرض".
وأضاف: "ذلك الورق سينتهي به المطاف في مزبلة التاريخ، بينما دولة إسرائيل ستزدهر وتزهر".
وهذه التصريحات، بحسب الصحيفة، تكرّس توجه الحكومة الإسرائيلية نحو تكثيف الاستيطان وضمّ الضفة الغربية فعليًا.
وأوضح تقرير الصحيفة أن الهجوم الإسرائيلي لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أصدر الحساب الرسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة "إكس" بيانًا وصف فيه موقف ماكرون بأنه "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية".
وأضاف البيان: "لا يوجد حصار إنساني على غزة، هذا كذب صارخ"، في تناقض واضح مع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أعلن في الثاني من مارس آذار فرض حصار كامل على القطاع، لم يتم تخفيفه إلا جزئيًا في 19 مايو أيار، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية.
جاءت هذه التصريحات الإسرائيلية ردًا على خطاب ألقاه ماكرون في سنغافورة، دعا فيه إلى "الاعتراف بدولة فلسطينية" باعتبار ذلك "واجبًا أخلاقيًا وضرورة سياسية"، مطالبًا الأوروبيين باتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه إسرائيل ما لم تستجب سريعًا للكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن مسؤولًا مقربًا من نتنياهو حذر وزير الخارجية الفرنسي جان-نوال بارو من أن إسرائيل قد ترد على أي اعتراف أوروبي بدولة فلسطينية بضمّ أجزاء جديدة من الضفة الغربية، رغم أن هذا الضم، كما يرى محللون، يجري فعليًا على الأرض.
من جانبه، أكد الوزير الفرنسي بارو عبر منصة "إكس" أن بلاده تدعم إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، في إطار ترتيبات أمنية إقليمية تضمن أمن إسرائيل، معتبرًا أن هذا هو "الخيار الوحيد لتفادي حالة الحرب الدائمة".