جددت باريس قوة الردع النووي الجوية لديها عبر اختبار ناجح لصاروخ ASMPA-R المزود بمحركات نفاثة وبرأس نووي، في خطوة تُكمل مسار تحديث المنظومة النووية الفرنسية وتُعيد التأكيد على جاهزيتها وسط تزايد القدرات الروسية والصينية.
وبحسب "لوموند"، فقد أعلنت وزارة الجيوش مؤخرًا نجاح تجربة إطلاق الصاروخ من مقاتلة «رافال» التابعة للبحرية، من دون رأس نووي، لتعلن بذلك دخول النسخة المحدَّثة من الصاروخ الخدمة التشغيلية بعدما وقّعت الوزيرة كاترين فوتران قرار التفعيل مطلع الأسبوع.
ويعتقد المحللون أن الصاروخ ASMPA-R يمثل حجر الزاوية في مكوّن الردع الجوي لفرنسا؛ إذ يعتمد على مقاتلات «رافال» التابعة للقوتين الجوية والبحرية، ويتيح لباريس الحفاظ على قدرة توجيه ضربة نووية من الجو في حال تعرضها لتهديد وجودي.
ويرى الخبراء أن هذا التطور يأتي بالتوازي مع استكمال تحديث المكوّن البحري؛ خصوصًا أن الوزارة أعلنت أواخر أكتوبر تشغيل النسخة الجديدة من الصاروخ الباليستي "M51.3" على متن الغواصات النووية، بما يعزز قدرة فرنسا على الرد من أعماق المحيطات.
وتشير هذه الخطوات إلى أن باريس تتحرك لمواكبة بيئة دولية أكثر توتّرًا، مع تجارب موسكو الجديدة، وتلميحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن احتمال استئناف التجارب النووية، بالإضافة إلى توسع بكين في قدراتها النووية.
في هذا السياق، تعمل فرنسا بالفعل على الجيل المقبل من قدرات الردع، بما في ذلك صاروخ جوي نووي جديد من الجيل الرابع بحلول عام 2035، وتطوير النسخة المستقبلية «M51.4» للصواريخ الباليستية، في محاولة للحفاظ على مصداقية منظومتها في عالم يعيد رسم توازنات القوة النووية.