حذّرت صحيفة "الغارديان" البريطانية من أن وجود الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، "بمفرده" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، هو "أمر لا يمكن التنبؤ به" و"خطير في كثير من الأحيان" و"وصفة للكارثة" على حدّ تعبيرها.
وطالبت الصحيفة البريطانية باستقاء الدروس من لقاء هلسنكي في العام 2018، عندما التقى الزعيمان بدعوة من ساولي نينيستو، الرئيس الفنلندي، لمناقشة انهيار العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، واتهامات التدخل في الانتخابات، والحرب الطاحنة في شرق أوكرانيا، من بين مواضيع أخرى.
وعند خروجه من الغرفة، بدا ترامب منبهرًا بزعيم الكرملين، وعندما سُئل في مؤتمر صحفي عن استنتاجات أجهزة الاستخبارات الأمريكية بشأن تدخل روسيا في الانتخابات، قال: "يقول الرئيس بوتين إنها ليست روسيا. لا أرى أي سبب يجعلها كذلك".
وقالت فيونا هيل، مستشارة ترامب البارزة في مجلس الأمن القومي الأمريكي، في وقت لاحق، إنها فكرت في تشغيل إنذار حريق أو التظاهر بحالة طبية طارئة لإنهاء المؤتمر الصحفي.
ورأت "الغارديان" أن المخاطر "متوقعة" بشكل أعلى، عندما يلتقي ترامب وبوتين يوم الجمعة في أنكوريج بولاية ألاسكا، حيث قال الرئيس الأمريكي إنهما سيناقشان "تبادل الأراضي" في أول اجتماع للرئيس الروسي مع زعيم مجموعة السبع منذ فبراير/شباط 2022.
ويخشى القادة الأوروبيون من أن يخرج ترامب مرة أخرى من اجتماع مغلق وهو "مبهور" بزعيم الكرملين، في وقت خفّض فيه البيت الأبيض سقف التوقعات بشأن القمة، في إشارة إلى عدم وجود اتفاق ملموس مطروح.
"لكن بوتين سيحاول جاهداً تشكيل صورة ترامب لما قد ينطوي عليه اتفاق السلام، بما يعود بالنفع الأقصى على الكرملين"، كما قال جون هيربست، المدير الأول لمركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي والسفير السابق لدى أوكرانيا.
وأضاف أن بوتين "يريد اتفاقاً مع ترامب يُعرض على كييف وعواصم أوروبية أخرى كأمر واقع".
طابع مرتجل
وفيما قد يصبّ الطابع المُرتجل لنهج ترامب في السياسة الخارجية في مصلحة خصوم الولايات المتحدة، إلا أنه يُحبطهم أيضاً، ويُقال إن قادة مثل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، يُفضّلون العمل المسبق قبل الاجتماع مع ترامب، تحديداً بسبب عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته.
شعرت روسيا بالإحباط من غياب الإجراءات في إدارة ترامب، لكن هذا لم يمنع بوتين من اغتنام الفرصة والوقوف إلى جانب ترامب في أول اجتماع مباشر بينهما منذ تولي إدارته الحالية.
وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، يوم الثلاثاء، إن اللقاء بين ترامب وبوتين سيكون فردياً، وبمثابة "تمرين استماع" بالنسبة للرئيس المريكي، حيث يمكنه من خلاله فهم وجهة النظر الروسية.
"هكذا يفعل ترامب. يرتجل الأمور"، كما قالت هيل، مضيفة أن "بوتين يحب التدريبات.. ويفتخر بقدرته على التحرك بسهولة في مثل هذه المواقف".
وأثار نقص المستشارين في الغرفة سؤالاً رئيساً هو هل تؤدي أي اتفاقيات يتم التوصل إليها في جلسة خاصة، حتى لو كان المترجمون أو المدونون الآخرون حاضرين، إلى نتائج دائمة، لتقول هيل إنه "مثل اجتماع وقع في الغابة".