قرر الجيش الأمريكي، الاثنين، تعليق رحلات مروحياته نحو مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون)، وذلك عقب حادثة حصلت الأسبوع الماضي حين حلقت مروحية عسكرية قرب مطار رونالد ريغان الوطني، ما أجبر برج المراقبة على تحويل مسار رحلتين تجاريتين كانتا في طور الهبوط، مما أثار مخاوف من تكرار مأساة نهر "بوتوماك" في واشنطن مطلع العام الجاري.
وأفادت صحيفة "بوليتيكو"بأن القرار يشمل تعليق عمليات مروحيات الكتيبة 12 للطيران، المسؤولة عن إجلاء كبار الشخصيات السياسية في حالات الطوارئ، بانتظار انتهاء تحقيق داخلي في الواقعة، وفق ما أكده اللفتنانت كولونيل باتريك هوستد، المتحدث باسم الوحدة المسؤولة عن عمليات الجيش في العاصمة الأمريكية.
وأشارت "بوليتيكو" إلى أن الحادث أعاد إلى الأذهان تصادماً وقع مطلع هذا العام حين اصطدمت مروحية من الطراز ذاته (بلاك هوك) تتبع للكتيبة نفسها بطائرة ركاب بالقرب من مطار ريغان، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متن الطائرتين وعددهم 67 شخصاً.
وذكرت الصحيفة أن بريداً إلكترونياً أرسله مسؤول في إدارة الطيران الفدرالية (FAA) يوم الجمعة، أوضح أن المروحية العسكرية المنتمية إلى طراز بلاك هوك "سلكت مساراً جانبياً حول البنتاغون بدلاً من التوجه مباشرة من جهة الغرب إلى مهبط المروحيات"، الأمر الذي دفع برج المراقبة في مطار ريغان إلى مطالبة طائرتين مدنيتين بإلغاء الهبوط مرتين متتاليتين.
وأثار الحادث استياء وزير النقل شون دافي، الذي وصف الرحلة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بـ"غير المقبولة"، مضيفاً: "سأتواصل مع وزارة الدفاع لأفهم لماذا تم تجاهل قواعدنا بكل هذا الاستخفاف".
وقالت بوليتيكو إن هذا الحادث يأتي في وقت حرج، إذ لا تزال سلطات النقل الأمريكية تحقق في أسباب الحادث المأساوي الذي وقع في يناير/ كانون الأول، فيما عمدت وزارة النقل إلى إغلاق بعض مسارات الرحلات المروحية قرب المطار، كما أعيد تعيين بعض مديري برج المراقبة.
وأفادت الصحيفة بأن الحادث الأخير أثار كذلك ردود فعل غاضبة من أعضاء في الكونغرس من كلا الحزبين، ممن يواصلون التحقيق في الحادث السابق وسلسلة حوادث كادت أن تقع في محيط المطار.
وقال رئيس لجنة التجارة في مجلس الشيوخ، السيناتور الجمهوري تيد كروز، في منشور على منصة إكس: "الجيش يعرض سلامة المسافرين مجدداً للخطر"، مؤكداً التزامه بدفع تشريعات تهدف لحماية ركاب مطار ريغان.
وحتى مساء الإثنين، لم تصدر إدارة الطيران الفدرالية أي تعليق بشأن قرار الجيش تعليق الرحلات.
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم الجيش، الكابتن فيكتوريا غولدفيديب، قولها إن الرحلة التي نفذت يوم الخميس "تمت وفقاً لمسارات الطيران المعتمدة من إدارة الطيران الفيدرالية"، مضيفة أن برج المراقبة في البنتاغون هو من وجّه المروحية لتنفيذ "دورة تحويمية فوق المهبط"، وهو ما استدعى تدخل برج المراقبة في مطار ريغان من أجل "فصل الحركة الجوية بشكل آمن".
