دعت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، قيادة الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك إلى تغييرات جذرية في أجهزة الاستخبارات عقب ما وصفته بالفشل الذريع بالتعامل مع البنية العسكرية التحتية لحركة حماس التي أظهرت كفاءة عالية خلال هجوم عناصرها على موقع للجيش في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأعلنت حماس، الأربعاء، قتل وإصابة عدد من العسكريين بهجوم استهدف موقعا إسرائيليًا "مستحدثًا" جنوب شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 8 من منفذي الهجوم، بينما لا يزال مصير بقية أفراد المجموعة غير مؤكد حتى اللحظة.
وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن هدف العملية قد يكون أسر جنود، ما يفسّر شدة الرد والإجراءات الأمنية المشددة التي أعقبت الهجوم الذي نُفذ من قبل عناصر على الموقع الإسرائيلي.
وأثارت عملية خان يونس تساؤلات حول مدى جاهزية الجيش واستعداداته لاحتلال مدينة غزة بعد أن أظهرت العملية ضعف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية "الشاباك والاستخبارات العسكرية" لكشف البنية التحتية لحماس التي لا تزال تعمل بكفاءة حتى الآن، وفقًا للصحيفة العبرية.
وقالت الصحيفة، إن بنية حماس التحتية المتقدمة في خان يونس تشكل تحديًا للجيش الإسرائيلي وملاحقة عناصرها ستكون صعبة ومعقدة، معتبرة أن عملية اليوم فرصة للجيش والمؤسسة الأمنية لإجراء تحقيقات لفهم سبب غياب المعلومات الاستخباراتية المتوقعة من الهيئتين المكلفتين بتوفير التغطية.
وأضافت الصحيفة، أن مهاجمة مجموعة كبيرة من عناصر حماس لموقع عسكري يجب أن يثير قلقًا كبيرًا لدى القيادة العسكرية، خصوصًا فيما يتعلق بمدى جاهزية الجيش الإسرائيلي لمواصلة تحضيراته لاحتلال مدينة غزة.
وفق التقديرات الإسرائيلية، شن 16 عنصرًا من "حماس" هجومًا نهاريًا على مدافع كتيبة نحشون التابعة للواء كفير في خان يونس، الذي يخضع لإشراف الفرقة 36، وخلال أسابيع من العمليات في المنطقة، أدرك الجيش الإسرائيلي أن عناصر لواء خان يونس التابع لحماس يمارسون حرب عصابات، ويتلقون تدريبات ميدانية، فضلاً عن تخطيطهم وإدارتهم للهجمات بشكل منظم.
واستخدم المهاجمون شبكة أنفاق لم تُحددها بعد الفرقة 36 بعد، ما يزيد من تعقيد الوضع على الجيش الإسرائيلي الذي كان من المفترض أن يطهرها ويرسم خرائطها للكشف عن تلك الأنفاق.
وقالت "يديعوت أحرونوت"، إن نجاح عناصر حماس في جمع معلومات استخباراتية مسبقة والهجوم على مواقع الجيش الإسرائيلي من عدة اتجاهات بشكل متزامن، مع تخطيط وإدارة دقيقة للمعركة من خلال مركز قيادة وتحكم أظهر فشل الأجهزة الاستخبارية التي كان من المفترض أن ترصد تحركات حماس، معتبرة أن هذا الإخفاق الاستخباري يعيد إلى الأذهان الفشل في كشف هجمات السابع من أكتوبر.
ودعت الصحيفة رئيس أركان الجيش وجهاز الشاباك إلى إجراء إصلاحات جذرية في منظومة العمل الاستخباري.