حذر يوجين تشوربانوف، نائب قائد كتيبة استخبارات اللواء 46، وهو عسكري مخضرم، من أن المشكلة الأكبر التي تواجه القوات المسلحة الأوكرانية في كوراخوف ليست التفوق الروسي أو الافتقار إلى الأسلحة بل نقص الجنود.
ووفقًا لفريق صحيفة "البايس" الإسبانية، الذي يقوم بزيارة ميدانية، قد اتفق جنود من 4 ألوية تدافع عن قطاع كوراخوف على نفس التحليل، حيث أن مستقبل الحرب "قاتم" بالنسبة إليهم، لأنه لا يوجد ما يكفي من البدائل للمناوبة أو الراحة، وفق قولهم.
وأشار تشوربانوف، مثل الآخرين الذين تمت استشارتهم الأسبوع الماضي في هذا القطاع، إلى المشكلة المتصاعدة المتمثلة في فرار الجنود من مواقعهم.
وأكد مكتب المدعي العام الأوكراني في أكتوبر الجاري وجود ما يقرب من 100 ألف حالة هجر لمواقع أو فرار من الخدمة حتى الآن في الحرب، وهو ما يعادل 10% من إجمالي أفراد القوات المسلحة.
كما كشف ألكسندر، وهو ضابط في اللواء 119 من قوات الدفاع الإقليمي، أن اللواء 119 قد شهد تمردًا من القوات ورفضوا اتباع الأوامر.
وتم أيضًا الإبلاغ عن 100 جندي من اللواء 123 تركوا مواقعهم في فوغليدار قبل أيام قليلة من احتلالها من قبل الروس، بسبب نقص التدريب والأسلحة الكافية.
وأوضح تشوربانوف، الرقيب الذي أصيب 7 مرات في هذه الحرب، أنه بموجب القانون يحق للجندي مغادرة الجيش، لكنه لا يفعل ذلك بسبب نقص الجنود.
وكشف أن رجاله يمكنهم حاليًا قضاء 3 أشهر في مناصبهم دون أن يتم تناوبهم، بينما في السنة الأولى من الحرب، كان التناوب الأساسي كل 4 أيام.
وأضاف تشوربانوف أن الروس أيضًا "أفضل تجهيزًا وتدريبًا وتكيفًا مع هذه الحرب من ذي قبل"، بينما قدر بيسون، وهو مقاتل في اللواء 119، أن الروس لديهم تفوق في عدد المشاة بنسبة 3 إلى 1.
وأشارت الصحيفة إلى تضاعف مقاطع الفيديو الترهيبية لتجنيد المدنيين منذ دخول قانون التعبئة الجديد حيز التنفيذ في مايو الماضي، ولا توجد بيانات رسمية عن المجندين، لكن رومان كوتسينكو، من لجنة الدفاع بالبرلمان الأوكراني، صرح في 3 أكتوبر الجاري بأن الهدف هو إغلاق عام 2024 بـ 200 ألف جندي جديد.
والتقى فريق صحيفة "البايس" بفريق صحفي من وزارة الدفاع كان يزور الأفواج العسكرية المقاتلة، ولخص رئيس البعثة، الذي طلب التحدث دون الكشف عن اسمه، الوضع بأن "المشكلة الآن ليست السلاح بل الناس، لا أحد يريد أن يذهب إلى الجيش، وأخبرنا الجنود في مختلف الألوية أنهم لا يستطيعون التناوب وأنهم مرهقون، وقريبًا لن يكون هناك من يقاتل".
ولفتت الصحيفة إلى وجود سبب آخر يجعل عمليات التناوب أقل تواترًا، وهو الوجود المكثف للطائرات بدون طيار التي تجعل من الصعب نقل الجنود حيث تتمركز القوات الروسية في الطرف الشرقي من المدينة؛ ما جعل كوراخوف الآن مدينة أشباح هامدة، خارج نطاق الجيش المختبئ في الأقبية، وفق قولها.
