logo
العالم

معركة "فرض الشروط".. هل يسبق "تفجير الجبهات" تفاوض روسيا وأوكرانيا؟

لقطة من جبهات القتالالمصدر: رويترز

تبدو الساعات التي تسبق أي مفاوضات روسية ـ أمريكية ـ أوكرانية أكثر توترًا، خاصةً وأن هناك سباقًا محمومًا بين موسكو وكييف لصناعة "مشهد ميداني" يُفرض على طاولة التفاوض قبل أن تُفتح أبواب الغرف المغلقة.

وخلال الساعات الماضية، نفذت القوات الروسية أكثر الهجمات كثافة منذ شهور، من خلال إطلاق 22 صاروخًا ومئات المسيّرات في ليلة واحدة على كييف، ما أدى إلى قطع المياه والكهرباء والتدفئة عن أجزاء واسعة من العاصمة.

في المقابل، تكثف أوكرانيا ضرباتها في العمق الروسي بالمسيرات على منطقة كراسنودار، بينما أعلنت موسكو إسقاط 249 مسيّرة أوكرانية في ليلة واحدة، في مؤشر على سباق تصعيد مفتوح.

أخبار ذات علاقة

جنود أوكرانيون يستخدمون مدفع هاوتزر في الحرب ضد الروس

"حتى إذا انسحب ترامب".. 5 أسباب تمنع أوكرانيا من الاستسلام للروس

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الخطة الأمريكية يمكن أن تشكل أساسًا لتسوية نهائية، مهددًا بالمزيد من التقدم حال رفض كييف التفاوض، مستندًا إلى مكاسب ميدانية تشمل 169 ميلًا مربعًا خلال الأسابيع الأخيرة.

بدوره، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اللحظة بأنها واحدة من أصعب ما مرت به البلاد، مشيرًا إلى وجود خيار مؤلم بين الحفاظ على الكرامة الوطنية وعدم خسارة الشريك الدولي الأهم.

وفي السياق ذاته، ترى الدول الأوروبية أن بعض بنود الخطة المقترحة "تُضعف الناتو" وتمنح موسكو ميزة استراتيجية على حساب كييف، وهو ما دفعها إلى طرح خطة بديلة تُحذف منها النقاط المؤيدة لروسيا، ويُعاد فيها توجيه الأصول الروسية المجمدة لإعادة إعمار أوكرانيا بدلًا من تخصيص جزء منها للمستثمرين الأمريكيين.

فتح جبهات جديدة

ورأى الأستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو رامي القليوبي، أن "أوكرانيا ليست في وضع يسمح لها بفتح جبهات جديدة، وهي تحاول رغم ذلك تنفيذ ضربات في العمق الروسي، ومنها الهجوم المكثف بالمسيرات على مناطق في الجنوب الروسي".

وأشار القليوبي، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن "روسيا هي الطرف الأكثر سيطرة ميدانيًّا، وأنها الطرف الذي يمتلك القدرة على فرض الشروط، بالتزامن مع إعلان موسكو قبل أيام السيطرة على مدينة في مقاطعة خاركيف، وهو ما يعكس حجم التقدم الذي تحققه على الأرض".

واعتبر أن "هذه المعادلة تمنح روسيا القدرة على صياغة شروطها في مبادرة السلام التي قدمها الرئيس ترامب"، مشيرًا إلى لقاء روسي ـ أمريكي عُقد في أبوظبي، والاتصال الذي جرى بين الرئيسين بوتين ورجب طيب أردوغان.

واعتبر أن هذه التطورات تشكل بوادر واضحة نحو الوساطة والدخول في مسار تفاوضي، بما يقلل احتمال فتح جبهات جديدة في هذه المرحلة.

وأكد أن الوضع الحالي يعكس "توازن القوى" على الأرض، ما يجعل خيار المفاوضات والوساطة هو المسار الأكثر منطقية لاحتواء التوتر القائم.

فرض الشروط الدولية

من جانبه، رأى  ديميتري بريجع مدير وحدة الدراسات الروسية في "مركز الدراسات العربية الأوراسية"، أن "مسألة فرض الشروط أصبحت عنصرًا ثابتًا في العلاقات الدولية".

وأضاف بريجع، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "روسيا تسعى لفرض شروطها على أوكرانيا، وتحاول كييف بدورها فرض شروط مضادة".

ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تتحرك أيضا لفرض شروط على الجانبين بهدف تحقيق مصالح اقتصادية من صفقات مختلفة، تشمل إنشاء صناديق مالية أمريكية تعود فوائدها على الشركات الأمريكية، إضافة إلى فتح باب عودة جزء من الاقتصاد الروسي إلى الأسواق الدولية بعد تخفيف العقوبات".

وأشار بريجع، إلى أن "توازن الشروط سياسيًّا واقتصاديًّا سيستمر لفترة حتى تستوعب الأطراف مصالح بعضها البعض".

أخبار ذات علاقة

المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف.

فوضى وغموض.. من سرّب مكالمة ويتكوف-أوشاكوف حول أوكرانيا؟

ولفت إلى إمكانية لعب أدوار وسيطة من قبل تركيا أو الإمارات أو السعودية لوقف إطلاق النار ووضع خطوط واضحة للتنافس، بما قد يفتح الطريق أمام ترتيبات سلام محتملة.

وأوضح بريجع، أن "الوصول إلى سلام دائم لن يتحقق دون معالجة أسباب الأزمة نفسها، المرتبطة بسياسات الحكومة الأوكرانية وإجراءات تعتبرها موسكو عدائية، بما يشمل مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ورفض روسيا التنازل عن المناطق التي تسيطر عليها".

وأشار إلى "ارتباط قضية الأموال الروسية المجمدة بالخارج، والتي جرى تحرير جزء منها لصالح شركات النفط، بملف دمج الاقتصاد الروسي تدريجيًّا في النظام الدولي، مقابل تغييرات داخلية في أوكرانيا تشمل الدستور والبرلمان والانتخابات".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC