logo
العالم

"حتى إذا انسحب ترامب".. 5 أسباب تمنع أوكرانيا من الاستسلام للروس

جنود أوكرانيون يستخدمون مدفع هاوتزر في الحرب ضد الروسالمصدر: رويترز

صدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العواصم الأوروبية، الأسبوع الماضي، بإنذار غير مسبوق موجه إلى كييف، يتمثل في "إما قبول خطة واشنطن المفاجئة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، أو المخاطرة بفقدان الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية الأمريكية".

ورغم تعديل هذه الخطة بمشاركة أوكرانية وأوروبية، إلا أن التهديد لا يزال قائمًا، الأمر الذي يثير سؤالين رئيسين: هل تمتلك أوروبا القدرة على التدخل بسلاسة لتعويض الأسلحة الأمريكية؟ وهل تستطيع أوكرانيا الاستمرار في القتال بدون الأسلحة الأمريكية؟

مجلة "بوليتيكو" أجرت تحليلًا لخمس نقاط رئيسة أثارها إنذار ترامب، وما تعنيه لمجهود الحرب الأوكرانية.

أخبار ذات علاقة

من موقع غارة روسية على خيرسون

جبهات مشتعلة و"طاولة تغلي".. خطة ترامب بشأن أوكرانيا على المحك

هل يمكن لأوروبا ببساطة تعويض الولايات المتحدة؟

تقول المجلة: "لا، ليس على المدى القريب، ولا بالمستوى الذي تحتاجه أوكرانيا".

ونقلت عن المستشار الأول في مركز السياسات الأوروبية، كريستيان مولينغ، قوله إن أوروبا يمكن أن تدعم أوكرانيا بدون الولايات المتحدة، لكن ذلك سيكون "مع مزيد من المخاطر". 

وأضاف أن أي توقف عن الدعم من واشنطن سيتعين تعويضه "إما من خلال الخسائر أو بتغيير طريقة قتال أوكرانيا"، وحتى في هذه الحالة، فإن مطابقة مستوى الدعم الحالي "أمر يكاد يكون مستحيلًا".

وبين أن أكثر الفجوات حساسية هي الدفاع الجوي والصاروخي، إذ تعتمد قدرة أوكرانيا على صد الصواريخ الباليستية الروسية بشكل كبير على أنظمة باتريوت الأمريكية وصواريخها PAC-3، التي تنتجها الولايات المتحدة فقط.

من جهته، قال الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، ميكولا بيلييسكوف: "أود أن أقول إننا يمكن أن نستغني عن الولايات المتحدة.. لكن ذلك فقط لفترة محدودة. فالولايات المتحدة وحدها يمكنها إنتاج صواريخ اعتراض PAC-3 MSE".

ما أهمية تبادل المعلومات الاستخباراتية؟

وبحسب المستشار مولينغ، فإن قدرة أوكرانيا على الكشف المبكر عن الصواريخ الواردة تعتمد على شبكات الأقمار الصناعية والمستشعرات الأمريكية الكثيفة، التي لا تمتلكها أوروبا.

وقال إنه يمكن للأصول الأوروبية أن تساعد "في سد الفجوات"، لكنها "لن تكون بالكفاءة نفسها".

وفي مارس/ آذار الماضي، أوقف ترامب لفترة وجيزة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا في محاولة سابقة لإجبار كييف على الجلوس على طاولة المفاوضات.

وتمتلك أوكرانيا الوصول إلى أقمار تجسس بفضل شركة الفضاء الفنلندية ICEYE، ورغم امتلاك أوروبا قدرات استخباراتية خاصة بها، إلا أنها ليست بمستوى الولايات المتحدة. 

وبدون الدعم الأمريكي، سيكون كشف الهجمات الروسية والتحضير للهجمات المضادة، مثل استهداف بطاريات الدفاع الجوي والمصافي الروسية، أكثر صعوبة، وفق المجلة.

ويمكن لأوروبا مع الوقت بناء المزيد من الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع، لكن ذلك سيستغرق سنوات لتلبية أهداف قدراتها، ناهيك عن مساعدة أوكرانيا.

أليست أوروبا تنفق أكثر من الولايات المتحدة بالفعل؟

أوروبا الآن تنفق بوضوح أكثر من الولايات المتحدة على أوكرانيا، لكن هذا لا يعني أنها تتحكم في الموقف، إذ تشير بيانات معهد كيل إلى أنه من عام 2022 إلى عام 2024، كان متوسط الالتزامات العسكرية الشهرية لكل من واشنطن وأوروبا تجاه كييف متقاربًا تقريبًا. 

وعندما تولى ترامب الرئاسة، تغير الوضع بشكل كبير، حيث انخفضت المساعدات العسكرية الأمريكية الشهرية إلى ما يقارب الصفر، بينما رفعت الحكومات الأوروبية دعمها إلى نحو 4 مليارات يورو شهريًا في النصف الأول من العام، وحتى بعد تراجع طفيف، كانت لا تزال تقدم عدة أضعاف ما قدمته الولايات المتحدة خلال الصيف.

هل ستتوقف الولايات المتحدة حقًا عن بيع الأسلحة لأوكرانيا؟

يقول رئيس مركز الحوار عبر الأطلسي في كييف، ماكسيم سكريبشينكو، إن المنطق التجاري الأمريكي يجعل من غير المرجح توقف المبيعات بشكل كامل، خصوصًا مع وجود برامج مثل قائمة متطلبات أوكرانيا ذات الأولوية (PURL) التي تضمن استمرار توريد الأسلحة الحيوية. 

ومع ذلك، فإن السلطة السياسية الأمريكية تستطيع تعليق أو تأخير صادرات الأسلحة لأي سبب سياسي، كما حدث سابقًا أثناء إدارة ترامب.

وحذر مولينغ من أن السلطة السياسية تتفوق على الحوافز التجارية: "يمكن للحكومة الأمريكية إيقاف الصادرات بقرار واحد"، مشيرًا إلى مراحل أوقفت فيها إدارة ترامب التسليم أو تبادل المعلومات الاستخباراتية سابقًا.

ويمكن لواشنطن أيضًا، إذا أرادت، حظر أو تجميد إعادة التصدير أو إبطاء التسليم بين ليلة وضحاها للضغط على كييف أو أوروبا، وفق مولينغ. 

أخبار ذات علاقة

المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

خطة ترامب بشأن أوكرانيا "اختبار حساس" لنفوذ ألمانيا وفرنسا


هل يمكن لأوكرانيا الاستمرار في القتال بدون الولايات المتحدة؟

يمكن لأوكرانيا الاستمرار في القتال، لكن الحرب ستدخل فورًا مرحلة أكثر ضعفًا وعدم قابلية للتنبؤ، وفق المجلة. 

ولفتت إلى أن روسيا تخسر آلاف الجنود أسبوعيًا في هجومها البطيء، وتمكنت القوات الأوكرانية من إلحاق خسائر فادحة بفضل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار وزيادة الذخائر المدفعية.

وتمتلك أوكرانيا حاليًا واحدة من أكبر الصناعات الدفاعية في أوروبا، حيث تنتج طائراتها بدون طيار وصواريخ متوسطة وطويلة المدى وأنظمة مدفعية وذخائر.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الشهر الماضي، إن البلاد تنتج الآن نحو 60٪ من احتياجاتها على الجبهة.

وليست كل الـ 40٪ المتبقية تعتمد على الولايات المتحدة، لكن الكمية كافية لتؤثر على قدرة أوكرانيا على شن الحرب بدون دعم أمريكي.

وبينما تنتج أوكرانيا طائرات مضادة للطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة، لا تمتلك البلاد قدرة داخلية لاعتراض الصواريخ الباليستية.

وللحفاظ على وتيرة الإنتاج، تحتاج كييف إلى شركاء يمولون قطاعها الدفاعي المحلي، وفق المجلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC