تناول تقرير، نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، جذور العجز الإسرائيلي المتكرر عن إنهاء الحروب التي خاضتها منذ النكبة عام 1948 وحتى النزاعات الحالية.
وبحسب الصحيفة، فإن نمطًا ثابتًا يتكرر في الصراعات الإسرائيلية يتمثل في استمرار النزاعات لفترات طويلة، وعدم قدرة إسرائيل على تحقيق نهاية حاسمة أو انتصار نهائي من دون تدخل خارجي، غالبًا أمريكي، يفرض وقف إطلاق النار ويحدد شروطه.
ويبرز التقرير كيف أن التدخل الأمريكي كان حاسمًا منذ أولى الحروب العربية-الإسرائيلية، حين فرضت واشنطن وقف إطلاق النار في عام 1949، ما حال دون تنفيذ الجيش الإسرائيلي مناورة عسكرية داخل الأراضي المصرية، ومهّد بذلك لظهور "قطاع غزة" كمفهوم جغرافي وسياسي مستقل.
وشكّل هذا التدخل نقطة انطلاق لنموذج تدخلات خارجية لاحقة أنهت نزاعات كانت إسرائيل عاجزة عن حسمها بمفردها.
في حرب السويس عام 1956، شاركت إسرائيل إلى جانب فرنسا وبريطانيا في مواجهة مصر، لكنها أُجبرت على الانسحاب تحت ضغط أمريكي دولي.
وأوضحت الصحيفة أن الانتصار السريع في حرب عام 1967، الذي وسّع احتلال الأراضي الإسرائيلية، لم يفضِ إلى نهاية النزاع، إذ فرضت الولايات المتحدة وقف إطلاق النار لمنع تصعيد أكبر قد يشمل الاتحاد السوفيتي.
والسيناريو نفسه تكرر في حرب 1973، التي انتهت بعد 18 يومًا بوساطة دولية، في حين أن التدخل الأمريكي أوقف الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1978، لكنه دعم غزو 1982، ما أدى إلى صراع طويل مع حزب الله استمر 18 عامًا.
ورغم التفوق العسكري الإسرائيلي، لم تستطع تل أبيب تحقيق انتصارات نهائية أو اتفاقيات سلام دائمة إلا عبر انسحابات أحادية الجانب، كما حصل في لبنان عام 2000 وقطاع غزة عام 2005، مما أدى إلى حالة عدم استقرار متكررة مع تجدد النزاعات في لبنان وقطاع غزة، التي تنتهي غالبًا بوقف إطلاق نار بوساطة مصرية وأمريكية.
وخلص التقرير إلى أن الحل العسكري الإسرائيلي وحده لا يحقق السلام أو إنهاء الصراعات، وأن الضغوط الدولية والإقليمية، خاصة الأمريكية، تظل العامل الحاسم في فرض هدنة وفتح مسارات الحل السياسي.