logo
سباق المسيّرات المصدر: إرم نيوز
العالم

سباق محموم لإنتاج الملايين.. روسيا وأوكرانيا تخوضان الحرب الأكثر رعباً بالمسيرات

بعد أكثر من ثلاث سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية، أصبحت الطائرات المسيّرة العنصر الأكثر تأثيراً في ساحة المعركة، محولة الصراع إلى سباق تسلحي تكنولوجي يعتمد على الابتكار السريع والإنتاج الضخم.

وما بدأ كاستخدام للطائرات التجارية المعدلة في 2022، تطوّر إلى أنظمة ذاتية التحكم مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يغير قواعد الحرب ويثير مخاوف عالمية حول انتشار هذه التكنولوجيا. 

ووفق تقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز"، تسبّبت الطائرات دون طيار بنحو 70% من الإصابات والوفيات في بعض الجبهات، متجاوزة المدفعية والدبابات في الفاعلية. 

ويرى خبراء أن الحرب التي لا تلوح لها نهاية قريبة مع تعثر الجهود الدبلوماسية، اتّجهت أيضاً لسباق آخر، وهو البحث عن "الترياق" للمسيّرات، إذ كشفت مجلة "فوربس"، في تقرير حديث، أن طرفي الصراع بدآ تطوير طائرات اعتراضية لمواجهة الطائرات المسيّرة.

ومع تطور سريع في تقنيات الطائرات المسيّرة، مثل "شاهد" الروسية و"ليوتي" الأوكرانية، التي تفوق في تعقيدها الطرازات الأولى كـ"أورلان 10" و"بيرقدار TB2"، أصبحت الحاجة ملحة لأنظمة دفاعية متقدمة. 

أخبار ذات علاقة

طائرة مُسيّرة أوكرانية

"بابا ياجا" و"ألكسندر نيفسكي".. "سباق رعب" بين المسيرات في الحرب الأوكرانية

 وتشير المجلة إلى أن أوكرانيا وروسيا شرعتا بالفعل في تطوير ونشر طائرات اعتراضية متخصصة، مصممة لتدمير طائرات "العدو" المسيرة عبر الاشتباك الحركي المباشر، بدلاً من الاعتماد فقط على الحرب الإلكترونية غير الحركية.

أوكرانيا.. أول أسطول

في 2022، أطلقت أوكرانيا أول أسطول بحري مخصص للطائرات دون طيار، بما في ذلك نماذج مثل SeaBaby وMagura، التي غرقت نحو 12 سفينة روسية. 

وبحلول 2024، أنتجت كييف أكثر من مليون طائرة FPV، وتهدف إلى 3-4 ملايين في 2025، مستخدمة في مهام متنوعة مثل إلقاء القنابل، الاستطلاع، وإجلاء الجرحى. 

كما تشمل الابتكارات مسيّرات مثل Gogol-M، التي تحمل ست طائرات FPV وتطلقها للهجوم الذاتي، مع تكلفة 10,000 دولار فقط، مقارنة بصواريخ تكلف ملايين.

 وطوّرت أوكرانيا أيضاً طائرات اعتراضية مثل Sting، قادرة على الوصول إلى سرعات 300 كم/ساعة لإسقاط "شاهد" الروسية، وطائرات أرضية لزرع الألغام أو الإجلاء. 

 وتتميز أوكرانيا بدمج الذكاء الاصطناعي الذي يسمح بالاستهداف التلقائي، كما في عملية Spiderweb التي ضربت قواعد روسية بـ117 طائرة، وتم فيها تدمير 41 طائرة داخل المطارات، في مايو/ أيار الماضي.

روسيا.. تفوّق كمي

من جانبها، تفوقت روسيا في الإنتاج الضخم، مستفيدة من شراكات مع إيران والصين، إذ بدأت موسكو بطائرات Shahed (معدلة إلى Geran)، التي تطير 1500 كم بتكلفة 20,000-70,000 دولار، وأطلقت أكثر من 2000 يومياً مع بدء العام الجاري. 

 في أكبر هجوم في سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلقت روسيا 823 طائرة وصاروخاً، مما أدى إلى إصابة 18 شخصاً وإلحاق أضرار بمبانٍ حكومية في كييف. 

 نسخت روسيا تصاميم أوكرانية، مثل Vizir وMurena، لكن إنتاجها البحري متأخر، مع تجارب محدودة مثل Murena-300. 

كما ابتكرت روسيا طائرات ألياف بصرية مقاومة للتشويش، مثل V2U، التي تهاجم الجبهات يومياً ذاتياً، وأنشأت مركز Rubicon لاستيعاب الدروس من أوكرانيا، وأعلنت عن فرع أنظمة غير مأهولة في ديسمبر 2024. 

 بحلول 2025، تضاعف إنتاج روسيا لطائرات الألياف البصرية، مما يمنحها ميزة في تجاوز الدفاعات الأوكرانية. 

سباق اعتراضي

في موازاة سباق التسلح بالمسيّرات، تخوض موسكو وكييف سباقاً آخر لتطوير طائرات اعتراضية لمواجهة الطائرات، ومع تطور سريع في تقنيات المسيّرات مثل "شاهد" الروسية و"ليوتي" الأوكرانية، التي تفوق في تعقيدها الطرازات الأولى كـ"أورلان 10" و"بيرقدار TB2"، أصبحت الحاجة ملحة لأنظمة دفاعية متقدمة. 

ووفق مجلة "فوربس"، أدّى إدخال طائرات مسيرة تعمل بالألياف الضوئية إلى تقليل فاعلية أنظمة التشويش التقليدية، إذ تكون هذه الطائرات مقاومة للتداخلات الإلكترونية.

 كما أن العديد منها مزود بمعالجات ذكاء اصطناعي متقدمة، تسمح لها بالعمل ذاتياً حتى لو تم تشويش إشارات التحكم. في الوقت نفسه، يثقل العدد الهائل من هذه الطائرات كاهل أنظمة الدفاع الجوي التقليدية، التي تكون باهظة الثمن ومحدودة التوافر.

 ودفعت هذه الظروف إلى الحاجة لأنظمة مضادة حركية، رخيصة الثمن وقابلة للإنتاج الجماعي، لتحييد التهديدات الجوية المنخفضة الارتفاع، إذ تتميز الطائرات الاعتراضية الجديدة بعدة خصائص تجعلها مثالية لهذا الغرض. 

وتتميز الطائرات الاعتراضية بسهولة الإنتاج السريع والرخيص في كلا البلدين، مما يجعل تكلفتها جزءاً يسيراً مقارنة بصواريخ أرض-جو التي قد تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات للوحدة الواحدة، وهو ما يتيح نشرها بأعداد هائلة عبر خطوط المواجهة، مما يعزز الدفاعات الميدانية.

 كما أن تصميمها الخفيف والمحمول يمكّن حمل بعض النماذج في حقيبة ظهر أو إطلاقها يدوياً، دون الحاجة إلى مركبات متخصصة، وهو ما يسمح للجنود بالاستخدام المباشر في المناطق الأمامية، خاصة حيث يعتمدون على التراسل اليدوي.

الحرب الأكثر رعباً

يصف تقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز" الصراع بين أوكرانيا وروسيا بأنه "الحرب الأكثر رعباً"، كونها كانت صاحبة الأسبقية بالاعتماد الكبير على التكنولوجيا العسكرية متجاوزة جميع الأسلحة التقليدية مجتمعة، مثل بنادق القنص والدبابات والمدافع.

ووفقاً لتقديرات أوكرانية وغربية، أودت الحرب بحياة أو إصابة أكثر من مليون جندي إجمالاً، لكن القادة الأوكرانيين يؤكدون أن الطائرات المسيرة تقتل الآن عدداً أكبر من الجنود وتدمر مركبات مدرعة أكثر من غيرها.

 ويجعل هذا التغيير من الحرب أكثر رعباً، إذ كانت تعتمد في أشهرها الأولى على تكتيكات الكر والفر، في حين كان الجنود يتسابقون في ناقلات مدرعة أو شاحنات، محتمين من قذائف المدفعية في المخابئ، مع خوف من ضربات عشوائية.

 أما اليوم، فالصراع يختلف جذرياً، لا تزال الخنادق تمتد مئات الأميال، لكن معظم القتلى والجرحى يسقطون بسبب طائرات مسيرة متحكم بها عن بعد، محملة بالمتفجرات، وغالباً ما تكون نماذج هواة معدلة.

يسيطر طيارو هذه الطائرات على ملاجئ آمنة أو مواقع مخفية، باستخدام أذرع تحكم وشاشات فيديو، على بعد أميال من الجبهة. لم تعد السيارات السريعة أو الدبابات توفر الحماية، إذ تطارد الطائرات الطنانة أهدافاً محددة، مثل سيارات أو حتى جنود بعينهم. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC