logo
العالم

"من سيسحب الزناد".. خلافات بين بريطانيا وألمانيا حول تقاسم الردع النووي

سفن حربية بريطانية المصدر: رويترز

يدفع كبار القادة العسكريين إلى حث المملكة المتحدة على فتح محادثات مع برلين بشأن اتفاقية دفاعية جديدة، لمواجهة التهديد "الحرج" الذي تشكله روسيا، مقابل آراء تبدي تحفّظها، معتبرة أن التوجّه لن ينجح خصوصاً بسبب "ازدواجية" سلطة سحب الزناد.

وبينما يدعو مسؤولون عسكريون بريطانيا إلى وجوب دراسة "تقاسم" الأسلحة النووية مع ألمانيا، فإن برلين أكدت وجود "مناقشات استراتيجية" مع باريس بشأن الكيفية التي يمكن بها لفرنسا توفير الحماية المحتملة في شكل رادع نووي خاص بها، وفق تقرير لصحيفة "التيليغراف" البريطانية.

وألمح فريدريش ميرس، المستشار الألماني، إلى أنه سيكون حريصاً على مناقشة ترتيب مماثل مع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلا أن مصادر أصرّت على أن مثل هذه المحادثات بين لندن وبرلين لم تتم بعد.

ومع ذلك، أعرب كبار مسؤولي الدفاع عن دعمهم لمثل هذا الاتفاق؛ إذ قال اللورد روبرتسون، الأمين العام السابق لحلف الناتو: "أرحب به. إنه قرار صائب ومناسب، وكان ينبغي أن يتم منذ زمن طويل".

فيما قال اللورد العمالي الذي شغل منصب وزير الدفاع في عهد توني بلير، وكان رئيساً لحلف شمال الأطلسي خلال حرب العراق عام 2003 إن هناك مخاوف متزايدة بشأن التهديدات النووية من جانب روسيا.

أخبار ذات علاقة

محطة زاباروجيا للطاقة النووية

"الشتاء النووي" يقترب.. تصعيد روسي يستهدف منظومة الطاقة الأوكرانية

وحذّر من أنه "إذا استمرت روسيا في نشر الخطاب النووي، فإن ذلك سيجبر أوروبا بأكملها على اتخاذ بعض القرارات".

هناك أيضا "مخاوف متزايدة" بشأن ما إذا كانت أمريكا قد تتخلى يوماً ما عن الدفاع الأوروبي، الذي كان جزءاً لا يتجزأ منه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

تعزيزات نووية

ويتم تشغيل ترسانة بريطانيا النووية من صواريخ ترايدنت بواسطة البحرية الملكية من أسطولها المكون من 4 غواصات شبح من طراز فانغارد، مع وجود واحدة من هذه الغواصات التي تبلغ قيمتها 3 مليارات جنيه إسترليني دائماً في دورية في أي وقت.

وتم الإعلان عن هذه الأسلحة لحلف شمال الأطلسي كجزء من اتفاقية طويلة الأمد يعود تاريخها إلى ستينيات القرن الماضي؛ ما يعني أنه يمكن نشرها بالفعل للدفاع عن التحالف.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن ستارمر أن المملكة المتحدة ستعمل على تعزيز دفاعاتها من خلال شراء 12 طائرة شبح من طراز F-35A قادرة على حمل الأسلحة النووية، والتي سوف تكون متمركزة في بريطانيا.

ومع ذلك، قال المشير اللورد هوتون، الذي شغل منصب رئيس أركان الدفاع بين 2013 و2016، إن "المخاوف" بشأن ما إذا كانت أمريكا ستخفض دعمها العسكري لأوروبا، مع تحول نظرها نحو الصين، يجب أن تفتح النقاش حول الردع النووي القاري.

شكوك وتحفظات

لكن الجنرال ريتشارد بارونز كان لديه تحفظات بشأن مشاركة بريطانيا للأسلحة النووية، وأصر على أن مثل هذه الخطة لن تنجح أبداً؛ لأنها ستتعثر بسبب من سيكون له في نهاية المطاف السلطة لسحب الزناد.

وأضاف أن "محاولة جمع 30 دولة للتوصل إلى إجماع، في سباق مع الزمن، بينما خصمك في روسيا هو مجرد رجل واحد، أمر غير قابل للتنفيذ" وفق تعبيره.

واحتفلت بريطانيا، الخميس، بالذكرى السنوية الأولى لاتفاقية "ترينيتي هاوس" مع ألمانيا، وبموجب الصفقة سيتم نشر طائرات ألمانية من طراز P8 لصيد الغواصات في قاعدة لوسيموث الجوية الملكية في إسكتلندا، وتنفيذ عمليات لتتبع الأسطول الروسي تحت الماء في شمال المحيط الأطلسي، فضلاً عن تطوير صواريخ "ضربة عميقة" بعيدة المدى وأنظمة سيبرانية محسنة.

وفي إطار الاتفاق، ستُجرى أيضاً مناقشات حول القدرات النووية. ومع ذلك، صرّح مصدر دفاعي بأن هذا "بعيد" عن "مشاركة الأسلحة النووية".

وفرنسا والمملكة المتحدة هما الدولتان الوحيدتان في أوروبا اللتان تمتلكان أسلحة نووية؛ إذ تمتلك فرنسا ما يقارب 300 رأس نووي، بينما لدى المملكة المتحدة حوالي 250.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC