هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، بإجبار الصحفيين الذين نشروا تقييما استخباراتيا أوليا للضربات التي شنتها إدارته على إيران بالكشف عن مصادرهم مع استمرار جهوده لإضفاء رواية إيجابية على عواقب الضربة، وفقا لصحيفة "إندبندنت".
وتحدث الرئيس الأمريكي في برنامج "صنداي مورنينغ فيوتشرز" على قناة "فوكس نيوز" مع ماريا بارتيرومو، وأصرّ مجددًا على أن الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت إيرانية نهاية الأسبوع الماضي قد أتمّت مهمة تعطيل برنامج تطوير الأسلحة النووية الإيراني.
وزعم ترامب أن الضربات قضت على كامل (أو معظم) مخزون الحكومة الإيرانية من اليورانيوم المخصب، نافيًا مزاعم المسؤولين الإيرانيين بنقله من المنطقة قبل قصف موقع فوردو.
وتعهد الرئيس باتخاذ إجراءات قانونية ضد أعضاء الكونغرس الديمقراطيين والصحفيين الذين حمّلهم مسؤولية نشر أجزاء من تقييم استخباراتي أمريكي لآثار الهجمات الثلاث.
وقد أمضت الإدارة الأسبوع الماضي في التنديد بهذا التقييم ووصفته بأنه منحاز، وغير مكتمل، ويهدف إلى إنتاج رواية تنتقد إدارة ترامب.
وقال ترامب لبارتيرومو إنه يمكنهم بسهولة معرفة مصدر التسريب إذا أرادوا ذلك من خلال التوجه بالسؤال للمراسل والطلب منه معرفة من أعطاه معلومات تتعلق بالأمن القومي.
وفيما يتعلق بأعضاء الكونغرس الديمقراطيين الذين اطلعوا على تقييم الاستخبارات الذي سُرّب إلى مختلف وسائل الإعلام الأسبوع الماضي، أضاف ترامب أنه "يجب مقاضاتهم" بتهمة مشاركة أجزاء منه مع صحفيين.
وكانت شبكة "إن بي سي نيوز"، قد أفادت يوم الجمعة الماضي، بأن مسؤولاً كبيراً في البيت الأبيض كشف عن خطط لتقليص حجم المعلومات الاستخباراتية التي تتشاركها وكالات الدفاع الأمريكية ومجتمع الاستخبارات مع الكونغرس نتيجةً لهذا التسريب.
وقالت الصحيفة إن أعضاء الكونغرس، بمن فيهم عادةً لجان الاستخبارات وما يُسمى بـ"عصابة الثمانية"، يُطلعون بانتظام على مسائل الأمن القومي. كما يتمتع الكونغرس بسلطة إجبار أعضاء الحكومة على الإدلاء بشهاداتهم.
لكن من غير المرجح أن يتحدى الكونغرس المساير لترامب والذي يسيطر عليه الجمهوريون الرئيس في هذا الشأن.
وقد أيّد رئيس مجلس النواب مايك جونسون دعوات ترامب للانتقام في بيانٍ لشبكة "إن بي سي نيوز" الأسبوع الماضي، مؤكدًا أنه يتفق مع تقييم الرئيس بأن أحد أعضاء الكونغرس زوّد وكالات الأنباء بملخص أو أجزاء من تقييم الاستخبارات بشأن إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التقييم يُقوّض بشدة إصرار الإدارة على تحقيق نصرٍ كامل في إيران، ويذكر بدلاً من ذلك أن الغارات الجوية الأمريكية على ثلاث منشآت نووية فشلت في تدمير المكونات الأساسية لبرنامج تطوير الأسلحة، بما في ذلك مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، وزعم التقييم أن البرنامج لم ينتكس سوى بضعة أشهر.
وأصرّ العديد من مسؤولي الإدارة، بمن فيهم الرئيس، على عدم صحة هذا الادعاء، لكنهم لم يقدموا أدلة واضحة تُثبت فعالية الضربات الأمريكية. وادّعى ترامب نفسه أن صور الأرض المحروقة والمتفحمة دليل على الدمار الكامل للمنشآت.
من جهته، واصل رافائيل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الرقابية الرئيسة التابعة للأمم المتحدة، انتقاد تفاخر الرئيس في مقابلة قال فيها إن الضربات الأمريكية ألحقت أضرارًا "جسيمة" بالمنشآت، لكنها لم تُضعف قدرات إيران الإنتاجية.
وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز"، يوم الأحد أن اثنين من المسؤولين الحكوميين المطلعين على المعلومات الاستخباراتية ما زالا يصران على أن المخزون النووي الإيراني لم يتركز في أي من المواقع الثلاثة أثناء الهجمات، وبالتالي ظل سليما.
ونفى ترامب ذلك أيضًا يوم الأحد قائلاً: "لا أعتقد أنهم فعلوا ذلك (نقلوا المخزون)، لا".
وأضاف الرئيس الأمريكي: "أولًا، من الصعب جدًا القيام بذلك. إنه أمر خطير للغاية. إنه أمرٌ ثقيلٌ جدًا، ثقيلٌ جدًا. إنه أمرٌ صعبٌ للغاية؛ بالإضافة إلى ذلك، لم نُعطِهم إشعارًا كافيًا".