logo
العالم

بصاروخ "قاصد".. إيران تنقل معركتها مع إسرائيل إلى الفضاء

بصاروخ "قاصد".. إيران تنقل معركتها مع إسرائيل إلى الفضاء
تجربة إطلاق صاروخ إيرانيالمصدر: منصة إكس
23 يوليو 2025، 9:28 ص

بعد أقل من شهر من انتهاء حرب استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، أجرت إيران تجربة شبه مدارية باستخدام مركبة إطلاق أقمار صناعية، في خطوة يقول الخبراء إنها تُظهر تحديها وتصميمها على تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

وأشاد الحرس الثوري، الذي قاد الإطلاق شبه المداري لحامل الأقمار الصناعية "قاصد" يوم الاثنين، بالتجربة باعتبارها إنجازاً لبرنامج الفضاء الإيراني.

ووفق تقرير لقناة "إيران إنترناشيونال"، فإن التوقيت القريب جداً بعد صدام إيران مع عدوها اللدود في الشرق الأوسط يشير إلى أهداف أوسع. ويقول المحللون إن الإطلاق جزء من جهد متعمد لإظهار القوة والتقدم التكنولوجي في مواجهة الضغوط المتزايدة.

وقال سينا آزودي، الأستاذ المساعد في سياسات الشرق الأوسط في كلية إليوت للشؤون الدولية في واشنطن العاصمة: "لا تعمل إيران على تعزيز قدراتها فحسب، بل إنها ترسل أيضاً رسالة سياسية قوية".

واضاف أن الاختبار يُمكّن إيران من اكتساب خبرة في تقنيات الصواريخ الباليستية، دون تجاوز حدود قد تُؤدي إلى رد عسكري أو دبلوماسي مباشر.

ويُعدّ هذا التوازن، تأكيد القوة مع تجنب التصعيد، سمة مميزة لاستراتيجية إيران، وفقا لخبراء الدفاع؛ إذ قال أندرو فوكس، الضابط السابق في الجيش البريطاني، إن الإطلاق يعكس عزم طهران المستمر على تحقيق أهداف عسكرية طويلة المدى على الرغم من الانتكاسات الأخيرة.

من المدار إلى الترسانة؟

يستخدم صاروخ "قاصد" تقنية مشابهة لتلك المستخدمة في الصواريخ الباليستية، وقد تعرّض برنامج الفضاء الإيراني لانتقادات من خصوم إيران الغربيين باعتباره منصة لتطوير القدرات العسكرية.

أخبار ذات علاقة

طائرات إف 15 أثناء تزودها بالوقود في الجو

المؤشرات تتصاعد.. إسرائيل تتأهب لـ"حرب طويلة" ضد إيران

 قالت فاطمة الأسرار، محللة سياسية يمنية أمريكية في مركز واشنطن للدراسات اليمنية: "الصاروخ الذي يُطلق الأقمار الصناعية قادر على إطلاق الصواريخ، إنها التقنية نفسها".

وتُطلق إيران على هذا اسم أبحاث الفضاء، لكن كل اختبار يُحسّن قدرتها على ضرب الأهداف بعيدة المدى. لا يوجد فرق يُذكر بين منصة الإطلاق الفضائية والصاروخ الباليستي في هذه الحالة.

خلص تقرير صادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية عام 2019 إلى أن الخبرة في مركبات الإطلاق الفضائية "يمكن استخدامها كمنصة اختبار لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات".

وقال آزودي إنه بينما تستطيع إيران نظرياً تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات، إلا أنها لا تقدم قيمة عملية تُذكر دون الرؤوس الحربية النووية، التي تُصرّ إيران على أنها لا تسعى للحصول عليها.

وأثار إطلاق القمر الصناعي "ثريا" في يناير 2024 على متن صاروخ "قائم 100" الإيراني رد فعل حادا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي حذّرت من أن مركبة الإطلاق تستخدم التكنولوجيا الأساسية نفسها المُستخدمة في الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.

ورأى كسرى عربي، مدير أبحاث الحرس الثوري الإيراني في منظمة "متحدون ضد إيران النووية" الأمريكية، أن اختبار صاروخ "قاصد" الأخير يجب أن يدفع القوى الأوروبية إلى التفكير في تفعيل ما يسمى بآلية "سناب باك" لعقوبات الأمم المتحدة.

لكن بالنسبة لطهران، الرسالة واضحة، فإذا كانت الحرب مع إسرائيل كشفت عن نقاط ضعف، فإنها لم تضعف مساعيها لبسط نفوذها في المنطقة وخارجها.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC