كشفت مصادر في مالي عن هجمات منسقة لحليفتي تنظيم القاعدة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين "جنيم" التابعة لتنظيم القاعدة، وجبهة ماسينا، أسفرت عن مقتل عمدة، واختطافات، وفرض حصار على مدينتين.
وقالت مصادر محلية لـ"إرم نيوز"، إن "السلطات المحلية دخلت في مفاوضات على اتفاقيات هدنة مع ممثلي جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة للقاعدة، متجاوزين بذلك الحكومة المركزية، ودون موافقة باماكو".
وأشار إلى اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة، ليل الخميس الجمعة، قرب بلدة نيورو بين مقاتلين من "جبهة تحرير ماسينا" والجيش المالي، بعد أيام من خروج هذه المدينة عن سيطرة الدولة، وهو الهجوم الذي جاء موازاة مع احتفالات المولد النبوي الشريف في بلدة تعد العاصمة الروحية للطريقة الحموية.
وقبل أيام أعلنت "تحرير ماسينا" حصاراً على بلدتي كايس ونيورو الواقعتين جنوب غرب مالي، بالقرب من الحدود مع موريتانيا.
وأعلن المتطرفون في مقاطع فيديو نُشرت، مساء الخميس، المسؤولية عن عمليات اختطاف طالت شخصية دينية نافذة.
وتشير مصادر أخرى محلية إلى إقدامهم على إحراق شاحنات، يوم الأربعاء الماضي، بين كايس ونيورو.
وكشفت المصادر ذاتها، عن إقامة عناصر متطرفة نقطة تفتيش بين منطقتي سوريبوغو ونيغويلا، حيث تم اعتراض جميع صهاريج الوقود القادمة من ميناء داكار وإفراغ محتوياتها.
كما أُجبر السائقون، تحت التهديد على العودة، وفق شهادات العاملين الذين أكدوا أن قطع مادة الوقود يضرب العصب الحيوي للمنطقة، لأنه دون البنزين لا مزيد من النقل، ولا مزيد من الإمدادات أو الكهرباء.
وظهر مقاتل من "جبهة ماسينا" يدعى "أبو حذيفة البامباري" في شريط فيديو مدته نحو 6 دقائق، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتحدث باللغة البامبارا ويعلن حظر دخول الوقود من السنغال، وموريتانيا، وغينيا، وساحل العاج، إلى البلدتين المحاصرتين، إلى جانب حظر أنشطة شركة النقل المحلية "ديارا" بدعوى تعاونها مع السلطات الانتقالية في مالي.
وأعلن اغتيال محمد كيمبيري عمدة مدينة دوغوفري، شمالي باماكو، غير بعيد عن الحدود الموريتانية نهاية الأسبوع الماضي على يد مسلحين.
وجاء ذلك على خلفية استقباله في أيامه الأخيرة، نازحين فارّين من العنف في فارابوكو، وهي قرية مجاورة يسيطر عليها متطرفون من جماعة ما يسمّى بـ"نصرة الإسلام والمسلمين".
في المقابل، كشفت مصادر إعلامية في باماكو أن الجيش المالي شن عمليات برية وجوية في الأيام الأخيرة في مناطق ليري وغاو وكايس ونيورو، ما أسفر عن "تحييد عدد كبير من المقاتلين"، دون إعطاء تفاصيل دقيقة عن الخسائر.
لكن السلطات الانتقالية المالية في باماكو امتنعت حتى الآن عن الإدلاء بأي تعليق رسمي على إعلان الحصار، فيما أعلن حاكم كايس الجنرال موسى سوماري تمديد حظر التجول في المدينة لمدة شهر آخر اعتباراً من 31 أغسطس/آب.
وكان قرار فرض حظر التجوال قد اتخذ، في يوليو/تموز الماضي، عقب سلسلة من الهجمات استهدفت 7 مناطق في المحافظة.
وفي السياق ذاته، اتخذ محافظ نيورو قراراً استثنائياً، يوم 28 أغسطس/آب الماضي، بمنع السفر عبر الحدود والرعي في منطقته، خاصة بالنسبة للقطعان القادمة من موريتانيا.
ويعد هذا القطاع حيوياً للاقتصاد المحلي، إذ يمر عبر هذه المدينة سنويا نحو 5 ملايين رأس من الماشية، 70% منها تأتي من موريتانيا، في حين يمثل قطاع الثروة الحيوانية نحو 19% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر سبل العيش لنحو 30% من السكان.