logo
العالم

رهانات ترامب على "الذهب الأبيض" لأوكرانيا.. هل سقطت أحلامه في شيفتشينكو؟

رهانات ترامب على "الذهب الأبيض" لأوكرانيا.. هل سقطت أحلامه في شيفتشينكو؟
قوات روسيةالمصدر: yandex
29 يونيو 2025، 5:11 م

في مشهد يلخص تشابك الثروات الطبيعية بالحسابات العسكرية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة الكاملة على قرية شيفتشينكو الواقعة على حدود جمهورية دونيتسك ومنطقة دنيبروبتروفسك.

ويأتي إعلان الدفاع الروسية بعد معارك وُصفت بأنها من الأشرس منذ بدء الحرب للسيطرة على "الذهب الأبيض"، الليثيوم.

وبحسب إيغور كيماكوفسكي، المستشار في حكومة جمهورية دونيتسك الشعبية، فإن الجيش الأوكراني قاتل بشراسة "حتى الرمق الأخير" للاحتفاظ بشيفتشينكو، بعدما أدرك أن خسارتها ستمنح روسيا السيطرة على أحد أكبر مكامن الليثيوم في أوكرانيا.

ونقلت وكالة "تاس" عن كيماكوفسكي قوله إن "القوات الأوكرانية أرسلت أعداداً كبيرة من جنودها للدفاع عن القرية، وقد لقي معظمهم حتفهم في النهاية".

وليثيوم شيفتشينكو ليس مجرد مورد إستراتيجي محلي، بل يُنظر إليه كمورد حيوي لتلبية الطلب العالمي المتسارع على البطاريات القابلة لإعادة الشحن المستخدمة في السيارات الكهربائية، وأجهزة التخزين الحديثة.

وتم توجيه نحو 70% من الإنتاج العالمي لليثيوم عبر هذه الصناعات؛ مما يجعل السيطرة على أي حقل كبير منه ورقة ضغط اقتصادية وتكنولوجية عالية القيمة.

ومع هذه الأهمية الإستراتيجية للقرية الأوكرانية، والتحركات الروسية الأخيرة، تُثار أسئلة مهمة بشأن مستقبل رهانات الغرب على الموارد الأوكرانية، خاصة أن ترامب يراهن، منذ سنوات، على استغلال الثروات المعدنية الأوكرانية لفك الاعتماد على الصين.

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الأمريكي والصيني

"إنجاز عظيم".. تفاصيل اتفاق أمريكي صيني حول المعادن النادرة

  اعتماد على الصين

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور نبيل رشوان، إن الولايات المتحدة بدأت تعتمد بشكل متزايد على الصين في ملف المعادن الأرضية النادرة، ومنها الليثيوم، بدلاً من أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الاتفاق الأخير بين واشنطن وبكين يعكس هذا التوجه.

وأضاف رشوان، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن الصين تُعد مصدرًا رئيسًا لهذه المعادن، ما يمنحها نفوذًا كبيرًا في هذا المجال الحيوي.

وأشار المحلل السياسي، إلى أنه مع احتدام المعارك بين موسكو وكييف، فإن القوات الروسية تحقق تقدمًا ملحوظًا على عدة جبهات، خاصة في منطقتي سومي وخاركيف.

أهمية قرية شيفتشينكو

ولفت إلى أن تمسك الجيش الأوكراني بقرية شيفتشينكو يرتبط بأهميتها الاقتصادية، إذ تحتوي على رواسب من الليثيوم، الذي يُعد عنصرًا أساسًا في صناعة بطاريات تخزين الطاقة والسيارات الكهربائية.

وأوضح رشوان، أن التقدم الروسي في سومي وخاركيف يمثل ورقة ضغط جديدة في أي مفاوضات مستقبلية، بما يعزز الموقف الإستراتيجي لموسكو.

وأكد أن الجيش الأوكراني يواجه نقصًا حادًا في الذخائر ووسائل الدفاع، نتيجة تراجع الدعم العسكري الأمريكي وتقليص المساعدات الغربية خلال الفترة الأخيرة.

ووصف رشوان الوضع الميداني للجيش الأوكراني بـ"الصعب"، معتبرًا أنه لا أمل في تغيير الموازين ما لم يكثف الغرب إمدادات السلاح إلى كييف، مشددًا على أنه ظكلا توجد أي بارقة أمل في وقف إطلاق النار في الوقت الراهن".

أخبار ذات علاقة

ما وراء الهجمات الروسية على دونيتسك.. حرب المعادن النادرة تحتدم

ما وراء الهجمات الروسية على دونيتسك.. حرب المعادن النادرة تحتدم (فيديو إرم)

معارك عنيفة

من جهته، قال مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني إيفان يواس، إن القرية شهدت بالفعل معارك عنيفة وتكبدت القوات الأوكرانية خسائر كبيرة، إلا أن تصويرها كمعركة نهائية لا يعكس الواقع بدقة.

وأشار في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى أن هذه المواجهات كانت جزءًا من صراع أوسع على مناطق تحتوي على رواسب كبيرة من الليثيوم، وأن القوات الأوكرانية كانت تدافع عن مواقعها في مواجهة الهجوم الروسي.

وأكد مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، أن الاتفاق بين أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن العناصر الأرضية النادرة يشمل اهتمامًا مشتركًا بهذه الرواسب.

وتابع: "أوكرانيا تمتلك رواسب لليثيوم في مناطق كيروفوهراد ودونيتسك وزابوروجيا، غير أن الرواسب المستكشفة بشكل جيد تتركز فقط في حقل بولوخيفسكي بكيروفوهراد، والذي يُعد الأكبر في أوروبا، لكنه لم يُستغل بعد".

وأشار إلى أن الرواسب القريبة من قرية شيفتشينكو في دونيتسك غير قابلة للاستخراج حاليًا، إلا أن هناك دافعًا قويًا لدى الولايات المتحدة لمساعدة أوكرانيا في استعادة السيطرة على هذه المنطقة؛ نظرًا لأهميتها الإستراتيجية والاقتصادية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC