هبطت طائرة شحن روسية من نوع مرتبط بالقوات العسكرية الروسية ومجموعة فاغنر السابقة في العاصمة الفنزويلية كراكاس خلال عطلة نهاية الأسبوع، في مؤشر على تصاعد اهتمام موسكو بالمنطقة، وسط التوترات بين واشنطن وفنزويلا؛ ما أثار تساؤلات حول توسيع قدرة موسكو على التحرك عسكريًّا وإمداد حلفائها في المنطقة.
وكشفت سجلات الرحلات الجوية وصول الطائرة من طراز إيليوشين "إيل-76"، برقم التسجيل RA-78765، بعد رحلة استغرقت يومين انطلقت من روسيا مروراً بعدة محطات قبل الوصول إلى أمريكا اللاتينية، وتشير سجلات الطيران إلى أن الطائرة أقلعت من مطار في منطقة موسكو الكبرى.
ويرى الخبراء أن هذه الرحلة متعددة التوقفات تجسد استخدام روسيا لمسارات معقدة لتجنب الأجواء الغربية أو عمليات تفتيش محتملة للبضائع في دول غير صديقة، كما قد تكون الطائرة قامت بعمليات تسليم أو استلام خلال الطريق.
ويمكن لطائرة Il-76 نقل ما يصل إلى 50 طناً من البضائع أو 200 شخص، وقد استخدمت هذه الطائرات سابقاً لنقل أسلحة صغيرة وإمدادات عسكرية وحتى مرتزقة نيابة عن روسيا.
وتدير شركة Aviacon Zitotrans، المشغلة للطائرة، أسطولاً من 6 طائرات نقل، وهي خاضعة لعقوبات الولايات المتحدة وكندا وأوكرانيا بسبب علاقاتها بالقوات الروسية، مع سجل سابق لتوصيل صواريخ وأجزاء مروحيات إلى مناطق نشطت فيها مجموعة فاغنر، لكن بعد تمرد المجموعة في 2023، تم دمجها رسمياً في الجيش الروسي وتحويل عملياتها الإفريقية إلى ما يُعرف بـ"فيلق روسيا في إفريقيا".
ورجح مراقبون أن هذه التحركات الروسية جاءت في ظل تصاعد التوتر بين فنزويلا، حليفة موسكو طويلة الأمد، والولايات المتحدة؛ فقد اتهمت واشنطن حكومة كراكاس بالمشاركة في تجارة المخدرات غير القانونية، ونشرت أصولاً عسكرية في المنطقة لضرب السفن المتهمة بالتهريب، ودفعت هذه التطورات بنقل مجموعة ضاربة لحاملة طائرات أمريكية إلى المنطقة في تصعيد ملحوظ، فيما ردّت فنزويلا باتهام واشنطن بـ"اختلاق الحرب".
