بوتين: أنتجنا غواصات جديدة بما فيها تلك القادرة على حمل صواريخ
أكدت مصادر دبلوماسية أوروبية في بروكسل، أن ترتيب زيارة رسمية لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران خلال الأيام المقبلة، سيكون له أثر كبير في تمديد مهلة تنفيذ "آلية الزناد" ضد إيران، ولاسيما إذا تضمنت مهمته "المحتملة" برنامج عمل واضح للتفتيش والتنقل بين منشآت نووية ومراكز التخصيب.
وأوضحت المصادر، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه على الرغم من أن هناك مهلة حالية تنتهي الأسبوع المقبل ويترتب عليها استرجاع العقوبات التي كانت مفروضة على إيران قبل اتفاق 2015، إلا أن وجود زيارة تتفاهم فيها طهران ببرنامج رسمي، لا يخضع لأي عوائق أمام عمل المفتشين الدوليين من الوكالة الدولية، قد يأتي بتمديد للتفاوض وتأجيل تفعيل "آلية الزناد" على أمل الوصول إلى حلحلة قد تصل مهلتها إلى ربيع عام 2026.
وفقًا للمصادر، فإن تصويت مجلس الأمن الأخير ضد مشروع قرار رفع العقوبات على إيران يهدف إلى ممارسة المزيد من الضغط على طهران خلال هذا الأسبوع، ودفع إيران لتقديم تنازلات بخصوص تفتيش فرق الوكالة الدولية، والكشف عن كميات اليورانيوم المخصب، وتحديد مواقع نووية سرية، لتكون هناك مهلة جديدة للتفاوض وتأجيل تفعيل الآلية.
وقالت المصادر، إنه في حال وجود بوادر تعاون حقيقية من إيران مع الوكالة خلال الأيام المقبلة، فإن تمديد مهلة تفعيل "آلية الزناد" سيكون بهدف منح طهران وقتًا إضافيًا لإثبات حسن نواياها بخصوص برنامجها النووي.
وأضافت أن التوصل إلى تفاهمات بين الوكالة وإيران، والتي تتضمن تقديم معلومات عن كميات اليورانيوم المخصب والكشف عن المواقع النووية، سيقلل من احتمالية تطبيق "آلية الزناد" على المدى القريب، ويساهم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف.
وبينت المصادر، أن العوائق التي تضعها طهران أمام عمليات التفتيش على منشآتها المرتبطة بالبرنامج النووي ومنع المراقبة الدورية واستمرارها داخل المنشآت والمعامل واعتبار ذلك تدخلا في سيادتها، عرقل التقدم خطوات في الوصول إلى مفاوضات حقيقية ترفع عقوبات جزئية عن إيران التي تعاملت بسياسات وإجراءات دفعت الأوروبيين للتجهيز لاسترجاع العقوبات "آلية الزناد".
وأشارت المصادر إلى أنه في حال قيام غروسي بزيارة طهران خلال الأيام المتبقية من المهلة الحالية، التي تبلغ 30 يومًا قبل تفعيل "آلية الزناد"، سيكون لها تأثير في تأجيل استعادة العقوبات، وذلك بعد تحديد أطر فنية فعالة للتفتيش بعد اتفاق استئناف التعاون الذي جرى في القاهرة الأسبوع قبل الماضي.
وأفادت المصادر أن تفعيل "آلية الزناد" مرتبط بشكل مباشر بمدى التزام إيران ببنود الاتفاق النووي، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي "مقياس" هذا الالتزام، فكلما ازدادت التوترات بين الوكالة وإيران، ورفعت الوكالة تقريرًا سلبيًا إلى مجلس العموم التابع لها، سهل ذلك على الدول الموقعة على الاتفاق تفعيل "آلية الزناد" وفرض العقوبات.
وذكرت المصادر، أن النقطة الفاصلة التي تأتي بمهلة لعدم تفعيل "آلية الزناد" والاحتمال الكبير لتمديدها، أن إيران لم تعلن حتى هذه اللحظة خروجها من الاتفاق النووي، لأنه بمجرد قيامها بذلك سيكون التصور جاهزا للتفعيل دون أي تفاوض دبلوماسي يستهدف أي تمديد للمهلة.
وترى المصادر، أن إيران يجب أن تكون لديها جدية في إدراك ما سيكون عليه حدة العقوبات عند استرجاعها، لافتة إلى أن الكثير من الإجراءات التي تم التعامل على أساسها طوال الفترة الماضية، لم تكن رادعة وتفعيل "آلية الزناد" باسترجاع العقوبات ستكون له آثار كبيرة لا تقارن بما هي عليه الآن.
واستكملت المصادر، أن الدول الأوروبية تريد أن تستغل إيران الفرصة، وأن يكون هناك تعاون في أقرب وقت، وإزالة نظرية المؤامرة التي تسيطر على الدبلوماسيين الإيرانيين، وهي أحاديث تكون للداخل الإيراني، ولكن يبدو أنها تظل مسيطرة على أعضاء فرقهم الدبلوماسية خلال اللقاءات مع الأوروبيين، ومع إجراء محادثات رسمية أو غير رسمية، يتفهم الجانب الإيراني أن اعتماد نبرة التخوين غير مجدية وكثيرا ما يعتذرون عنها بعد التحدث بها.