غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة جنوبي لبنان
وسط استمرار الحرب الروسية–الأوكرانية منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، أفادت عدة تقارير بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترح خطة لإنهاء النزاع، في خطوة قد تُحدث تغييرات جذرية على الأرض السياسية والجغرافية.
ماذا تتضمن الخطة؟
ووفقاً لوكالة "أكسيوس"، تتكون خطة ترامب من 28 نقطة رئيسية، وتتضمن مقترحاً يمنح روسيا سيطرة موسعة على منطقتي لوغانسك ودونيتسك في شرق أوكرانيا، فيما لن تُطالب أوكرانيا بالاعتراف بذلك علنًا.
كما تقترح الخطة أن يعترف المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، بشبه جزيرة القرم ودونباس كأراضٍ روسية، وهو ما يمثل تنازلاً كبيراً للأوكرانيين.
وفي الوقت نفسه، تقترح الخطة تجميد خطوط السيطرة في منطقتي خيرسون وزابوريزهيا، مع إعادة روسيا لبعض الأراضي، مع إبقاء التفاصيل الدقيقة للضمانات الأمنية التي ستقدّمها الولايات المتحدة لأوكرانيا غامضة حتى الآن.
كما تشمل القيود على حجم الجيش الأوكراني وأسلحته بعيدة المدى، بحسب مسؤول أوكراني مطلع.
تشير التقارير إلى أن تركيا وقطر تشاركان في صياغة خطة ترامب، مستفيدتين من تجربتهما في الوساطة خلال صفقة السلام بين إسرائيل وحماس.
والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يوم الأربعاء في أنقرة، حيث أكد الأخير اعتماد أوكرانيا على الدبلوماسية التركية وفهم موسكو للملف.
على الجانب الأمريكي، حضر وزير الجيش دان دريسكول إلى أوكرانيا لإجراء مفاوضات، فيما التقى مستشار الأمن القومي الأوكراني رستم عمروف بمبعوث ترامب ستيف ويتكوف الأسبوع الماضي.
وفي الجانب الروسي، يشارك كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية والحليف المقرب من بوتن، في صياغة تفاصيل الاتفاق.
جدل واسع وردود أفعال متباينة
أثار مقترح ترامب انتقادات واسعة داخل الأوساط السياسية والدبلوماسية؛ حيث أكد المتحدث دميتري بيسكوف أن موسكو منفتحة على الحوار، وأن توقف المفاوضات يعود إلى "إحجام كييف عن مواصلة النقاش".
بينما شدد أردوغان على أهمية استمرار مفاوضات إسطنبول بشكل عملي ونتائجي، في حين انتقد النائب الجمهوري دون بيكون الخطة واصفاً إياها بأنها "تفاوض أحادي الجانب مع الروس وليس مع الأوكرانيين"، مقارنةً بمفاوضات ميونيخ عام 1938.
واعتبرت ماريا أفديفا وميخائيل ماكفول الخطة سيئة للأمن والمصالح الأوكرانية والأوروبية، ووصفاها بأنها "صفقة مدمرة ومثيرة للصدمة".
التحديات المقبلة
حتى الآن، لم يُعلن عن موعد محتمل للكشف الرسمي عن الخطة، ولا زال من غير الواضح ما إذا كانت الأطراف المعنية ستوافق عليها.
يبقى السؤال المركزي، هل يمكن لهذه المقترحات أن تحقق سلاماً حقيقياً، أم أنها ستزيد تعقيد النزاع وتضع أوكرانيا تحت ضغوط جديدة؟.
تأتي هذه الخطة في وقت تتواصل فيه العقوبات الأمريكية على روسيا، بما في ذلك قيود جديدة على صناعة النفط، ويعكس إعلان ترامب عن الصفقة رغبته في إعادة فرض دوره كوسيط في النزاع، بعد نجاحه الجزئي في خطة السلام بين إسرائيل وحماس في غزة.