logo
العالم

صواريخ وطائرات حديثة.. كيف تخطط إيران لمواجهة الهيمنة الجوية لإسرائيل؟

أعلام إيرانية ترفرف بينما تتصاعد النيران والدخان من هجوم...المصدر: رويترز

في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية والأمريكية الموجعة التي استهدفت منشآت  إيران النووية والعسكرية في يونيو الماضي، تجد طهران نفسها أمام سباقٍ مع الزمن لإعادة بناء منظومتها الدفاعية، لا سيما في المجال الجوي، وسط مخاوف من التفوق الإسرائيلي في السماء.

وبحسب تقارير نشرها موقع "20 مينيت" الفرنسي، فإن السماء الإيرانية تُسيطر عليها الطائرات الإسرائيلية المتقدمة، بما في ذلك مقاتلات F-35 وطائرات B-21 الأمريكية المقرر دخولها الخدمة قريبًا، مما يجعل الدفاعات الإيرانية التقليدية ضعيفة أمام هذا التفوق التكنولوجي.

تعزيز القدرات الجوية

وتسعى إيران لتعويض ضعف منظوماتها من خلال الاعتماد على شركاء استراتيجيين مثل روسيا والصين، فقد بدأت طهران في تركيب منظومات دفاع جوي صينية الصنع في مناطق حساسة، فيما تُعد منظومات مثل S-400 الروسية ومقاتلات J-10 الصينية من أبرز الخيارات لتعزيز الردع الجوي.

وأشار الخبير العسكري مهند العزاوي إلى أن "توريد طائرات أو منظومات متطورة مثل S-400 أو مقاتلات J-10 الصينية يتطلب قرارات سياسية كبرى لا تُتخذ بسهولة في بكين أو موسكو، فهذه الأسلحة لا تُشترى فحسب، بل تحتاج إلى بيئة تشغيلية متكاملة تشمل التدريب والنقل والتخزين، وكلها عمليات معرضة للرصد الإسرائيلي والأمريكي".

من جهتها، تقول إلينا سوبونينا، المستشارة في مركز الدراسات الدولية، إن روسيا ستظل حذرة في تزويد إيران بأسلحة متطورة، خاصة في ظل العقوبات الأمريكية وموقف موسكو المعقد تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، مؤكدة أن "روسيا تدعم إيران سياسيًا وتقنيًا، لكنها تتجنب الانخراط العسكري المباشر".

ورقة الردع الإيرانية

في هذا الإطار، تستثمر إيران بكثافة في تطوير برنامجها الصاروخي، الذي يشمل صواريخ باليستية قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية، وفق مصدر في لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان الأوروبي، مؤكدًا أن أي مواجهة محتملة لن تكون قصيرة مثل حرب الاثني عشر يومًا السابقة، بل قد تمتد لأشهر.

من جانبها ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إيران بدأت مؤخرًا بتسليح الميليشيات التابعة لها في العراق استعدادًا لأي مواجهة محتملة مع إسرائيل، مع التركيز على نقل أسلحة متطورة لضمان خط دفاع جانبي.

مؤشرات اقتراب الحرب

وتشير التقارير إلى أن استعدادات الطرفين، الإيراني والإسرائيلي، تعكس احتمال نشوب مواجهة طويلة الأمد، مع تفوق جوي واضح لإسرائيل التي تمتلك أسطولًا من طائرات F-35 وB-21، بالإضافة إلى قواعد بديلة في أذربيجان والدول المجاورة لتزويد الطائرات بالوقود.

ورغم هذه الجهود، تواجه إيران صعوبات كبيرة في تحديث قواتها الجوية ودمج منظومات جديدة ضمن بيئة معقدة تشمل تهديدات سيبرانية ومراقبة استخباراتية مستمرة.

ويقول نايك براون، مدير مجموعة Jane’s Defense Intelligence Group، إنه "حتى لو كانت إيران مستعدة، فإن المعدات الإسرائيلية المتقدمة مثل F-35 وB-21 تمنح إسرائيل تفوقًا جويًا لا يُضاهى، ما يجعل السيطرة على السماء الإيرانية شبه مستحيلة". 

أخبار ذات علاقة

غارات إسرائيلية سابقة على أبراج مدينة غزة

مواجهة قانونية طويلة.. لماذا تفلت إسرائيل من المحاسبة عن "جرائم الحرب"؟

وفي الوقت الذي تسابق فيه إيران الزمن لإعادة بناء قدراتها الدفاعية وحماية سمائها من التفوق الإسرائيلي، بالاعتماد على الصواريخ والطائرات الحديثة ودعم الحلفاء الاستراتيجيين، تبقى معضلة الدمج بين التسلح والدبلوماسية تحديًا كبيرًا، وسط مراقبة المجتمع الدولي تطورات الصراع المحتمل من كثب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC