أثار صاروخ روسي جديد قلق أوكرانيا، حيثُ يشبه بـ"فرانكشتاين"، وهو (رمز التجميع من أجزاء متفرقة)، لأنه مصنوع من مكونات أجنبية المصدر، ويتحدى العقوبات الدولية، وفقاً لصحيفة "التلغراف" البريطانية.
وقالت الصحيفة، إن الصاروخ سريع وفتاك، وكان يصعب التعرف عليه حتى كشفته الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بأنه "S8000 بانديرول"، وهو صاروخ كروز صغير، وخفيف الوزن، ومنخفض التكلفة، وتصل سرعته إلى 640 كيلومترًا في الساعة، ويمكنه إصابة أهداف على بُعد أكثر من 480 كيلومترًا.
وتقول كييف، وفقًا للصحيفة، إن الصاروخ، الذي يحمل رأسًا حربيًا شديد الانفجار وزنه 115 كيلوغرامًا، دقيق التوجيه وقد استُخدم في ضربات قاتلة على جنوب أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مميزات الصاروخ فريدة، إذ إنه يُطلق بواسطة طائرات "أوريون" الروسية الكبيرة بدون طيار، مما يعني أن روسيا لا تُضطر إلى المخاطرة بالطائرات التكتيكية، بينما يسمح مداه الكبير بضرب أهداف خلف خطوط العدو.
وأوضحت أنه من خلال تفكيك مركبات الصاروخ، اكتشفت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أكثر من 20 مكوناً رئيساً مقبلة من 30 شركة، بما في ذلك من: الولايات المتحدة، وسويسرا، واليابان، وأستراليا، وكوريا الجنوبية.
ويحتوي "البانديرول" على جهاز تتبع حركة أمريكي الصنع، ووحدة تحكم دقيقة من سويسرا، ونموذج تبادل معلومات إسترالي الصنع، وحزمة بطاريات من اليابان، ومحرك سيرفو كوري جنوبي، بحسب الصحيفة.
ويشير ذلك الاكتشاف إلى مدى تسلل التقنيات الأجنبية، التي، غالبًا، ما يتم الحصول عليها من داعمي كييف، عبر ثغرات العقوبات، وانتهى بها الأمر إلى إطلاقها على أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أنه إذا كان نظام "البانديرول" قادرًا على ما تزعمه أوكرانيا، فقد يُشير ذلك إلى وصول جيل جديد من الذخائر دقيقة التوجيه ومنخفضة التكلفة، والتي تُشكِّل خطرًا كبيرًا على أوكرانيا.
وأضافت، لكن اعتماد روسيا على المكونات الأجنبية يُسلط الضوء على ما يُسمى "ثغرة العقوبات" الفادحة، التي تسمح لروسيا بالالتفاف على العقوبات الغربية باستخدام سلاسل توريد معقدة عبر دولة ثالثة.
وتطرقت الصحيفة إلى ما ذكرته الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، ومفاده أن الأسلحة الروسية تعتمد على مكونات أجنبية، ودونها لا يمكنها مواصلة القتال، والاحتلال، والقتل.
وبحسب الصحيفة، فقد طُوِّر نظام "S8000" من قِبَل مجموعة "كرونشتادت"، وهي شركة دفاع روسية خاضعة للعقوبات، والمعروفة بإنتاج طائرات "أوريون" دون طيار، لافتًا إلى أنه يُشبه، إلى حد كبير، صاروخ جو-أرض الأمريكي المُشترك.
وأكدت أنه يُمكن للصاروخ الروسي الجديد القيام بانعطافات أضيق من الصواريخ التقليدية في البلاد، ووفقًا للاستخبارات الأوكرانية، فهو مُزوَّد بتقنية التهرب من الرادار وأنظمة مُضادة للتشويش على متنه.
وحددت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية شبكة"Chip and DIP" ، أحد أكبر موزعي الإلكترونيات في روسيا، كمورد رئيس للعديد من المكونات الأجنبية. وهي خاضعة لعقوبات من الولايات المتحدة وأوكرانيا، ولكن ليس من الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، واليابان، وأستراليا.
واعتبرت الصحيفة أن الصاروخ يمثل هذا إنجازًا مهمًا لروسيا، عبر القدرة على إنتاج صاروخ منخفض التكلفة بكميات كبيرة.
