حذّر محللون سياسيون فرنسيون من أن فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية قد يحمل معه تغيرات جذرية في السياسة الاقتصادية والعسكرية، ويُثير مخاوف القادة الأوروبيين الذين يتوقعون تصعيدًا في الصراع التجاري وفقدان المزيد من الاستقرار داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويتوقع المحللون أن تواجه أوروبا مرحلة من عدم الاستقرار والتحديات المعقدة على الصعيدين الاقتصادي والعسكري.
وسُئل الخبراء عن الأسباب التي تجعل أوروبا تخشى عودة ترامب، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك في علاقات أوروبا الاقتصادية والعسكرية؟
قال الباحث السياسي الفرنسي بيير إيمانويل ديبون، لـ"إرم نيوز"، إنه وبفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، فإنه بذلك يطرح مجددًا تحديات معقدة أمام أوروبا، سواء على الصعيد الاقتصادي أو في إطار حلف الناتو.
ووفقاً للباحث السياسي، فإن فوزه يثير مخاوف انعكاس سياسته على مجمل القضايا الإستراتيجية والاقتصادية، التي تؤثر في أمنها واستقرارها.
وأضاف ديبون أنه في ظل هذه التحديات المحتملة، قد تجد الدول الأوروبية نفسها مضطرة إلى إعادة النظر في إستراتيجياتها الدفاعية والاقتصادية.
ويتوقع الخبراء أن تسعى أوروبا لتعزيز استقلاليتها العسكرية، بالإضافة إلى توسيع التعاون مع قوى عالمية أخرى مثل الصين والهند، لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
وحسب الباحث السياسي الفرنسي، فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تعني أن تجد أوروبا نفسها في موقف مُعقد في محاولتها التكيف مع توجهات السياسة الأمريكية الجديدة.
ورأى أنه من المتوقع أن تشهد العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تذبذبًا شديدًا، سواء في المسائل العسكرية أو التجارية.
وأشار إلى أنه في الوقت ذاته، قد تضطر الدول الأوروبية إلى تعزيز جهودها لتقوية دفاعاتها العسكرية المستقلة، مع توسيع التعاون مع القوى العالمية الأخرى مثل الصين والهند، في محاولة للتقليل من تأثير السياسة الأمريكية في مصالحها.
وتابع: "من الواضح أن أوروبا تخشى أن يواصل ترامب دفع العالم نحو "الانعزالية" الاقتصادية والسياسية، مما قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات والتهديدات الأمنية في القارة.
وبينما يُثار الجدل حول السياسات الأمريكية المقبلة، تسعى أوروبا إلى تهيئة نفسها للمرحلة المقبلة، وتجنب آثار أي انقسامات جديدة قد تُهدد استقرار القارة.
وبين احتمالات تصعيد التوترات داخل حلف الناتو، والسياسات الاقتصادية الحمائية، تبدو أوروبا متوجسة من تداعيات فوز ترامب.
من جانبه، يرى المحلل السياسي الفرنسي جان-لويس ديبوف، المتخصص في شؤون الأمن والدفاع، لـ"إرم نيوز"، أن فوز ترامب يحمل معه تداعيات كبيرة على حلف الناتو.
وأضاف أن "ترامب قد يعيد فرض ضغوطه على الحلفاء الأوروبيين لزيادة مساهماتهم المالية بشكل كبير، مما يُضعف تماسك الحلف".
وأشار ديبوف إلى أن "تصريحات ترامب حول ضرورة تحمّل أوروبا مسؤولية أكبر في الدفاع قد تُثير انقسامات داخلية، مما يُضعف الناتو في مواجهة التهديدات الأمنية."
فيما يتعلق بالملف الاقتصادي، يعتقد المحلل الاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي، أن أوروبا قد تواجه صعوبات كبيرة إذا أعاد ترامب تطبيق سياساته الحمائية.
وأضاف توماس بيكيتي، لـ"إرم نيوز"، أن "فوز ترامب قد يؤدي إلى فرض رسوم جمركية جديدة على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، مما قد يُضعف التجارة الثنائية ويزيد الضغوط على الاقتصاد الأوروبي، الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة الحرة مع واشنطن."
وأوضح الخبير الاقتصادي أن هذه السياسات قد تؤدي إلى اضطرابات في أسواق المال الأوروبية، مما قد يزيد التحديات الاقتصادية في ظل الضغوط الحالية.