logo
العالم

بعد أسبوع على لقاء بوتين.. هل فشلت رهانات ترامب في قمة ألاسكا؟

بعد أسبوع على لقاء بوتين.. هل فشلت رهانات ترامب في قمة ألاسكا؟
ترامب وبوتين في قمة ألاسكاالمصدر: رويترز
22 أغسطس 2025، 3:55 ص

بعد مرور أسبوع على قمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا لم تحقق مقترحات القمة الاختراقات التي رُوِّج لها، فيما لا تزال الحرب بين موسكو وكييف مستمرة بوتيرة عنيفة.

وقالت إدارة ترامب إن الحركة الدبلوماسية النشطة في الأيام الأخيرة أسفرت عما وصفته بـ "اختراقات متتالية"، مشيرة إلى أن بوتين كان من المفترض أن يستعد للقاء قريب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد أن وافق الكرملين على ضمانات أمنية غربية لأوكرانيا تعادل في قوتها مظلة حماية حلف "الناتو" فيما أبدت كييف استعدادها للتنازل عن مساحات واسعة من أراضيها سعياً لإنهاء الحرب.

لكن، بعد مرور نحو أسبوع على قمة ألاسكا لم تظهر أي نتائج ملموسة، فلا وقف لإطلاق النار يلوح في الأفق ولا تسوية سلمية قريبة، حيث لا تزال الهوة شاسعة بين مواقف موسكو وكييف، وهو ما يصطدم مع توقعات البيت الأبيض بتحقيق سلام وشيك.

وقبل لقائه بوتين في ألاسكا، صرّح ترامب بأن أي اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا سيتضمن "تبادلًا للأراضي بما يخدم مصالح الطرفين"، غير أن مجريات القمة أظهرت أن بوتين الواثق من الانتصار يطرح صيغة منحازة بشكل واضح لصالحه، إذ يطالب بأن تتنازل أوكرانيا عن أكثر من 2500 ميل مربع من الأراضي التي ما زالت تحت سيطرتها في إقليم دونباس الشرقي.

في المقابل، يعتقد محللون أن روسيا قد تبدي استعدادا لإعادة 660 ميلاً مربعاً التي تسيطر عليها في مناطق أوكرانية لم يزعم بوتين أنها تابعة لروسيا، وهي مناطق ثانوية في سردية الكرملين حول الحرب، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

الضمانات الأمنية

تثير طبيعة الضمانات الأمنية لأوكرانيا جدلا كبيرا، وكذلك ما إذا كانت موسكو ستلجأ إلى استخدام حق النقض (الفيتو) ضد المقترحات الغربية، في إطار شروطها للتوصل إلى تسوية نهائية.

ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية ماركو روبيو مع مسؤولين أوروبيين، الخميس، لمناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا في حال التوصل إلى تسوية سلمية.

وتقود بريطانيا وفرنسا "تحالف الدول الراغبة" الذي يدرس خيارات لضمانات أمنية خارج حلف الناتو، في ظل معارضة من بوتين وترامب.

ويسعى التحالف لتشكيل "قوة طمأنة" قوامها 15 ألف جندي من قوات غربية تتمركز غرب أوكرانيا بعيدا عن خطوط القتال بهدف دعم الجيش الأوكراني الذي أعيد تسليحه وتطوير قدراته.

ومع ذلك، تبقى هناك أسئلة عدة بلا إجابة تتعلق بمصدر تلك القوات الأجنبية وطريقة حمايتها ونوع معداتها، ومدة انتشارها، فضلا عن التكلفة الإجمالية لهذه العملية.

ويرى محللون أن التحالف يبدو غامضًا وربما خياليًا نظرًا لصعوبة تأسيس روابط ملزمة من الصفر. فقد استند التزام الناتو بالدفاع الجماعي على سبعين عامًا من التدريبات المشتركة، والانتشار المنسق، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والتخطيط المشترك وخطط الطوارئ، فضلاً عن الدور المركزي للقوة الأمريكية.

وأوضح إريك سيراميلا، خبير شؤون روسيا والاستخبارات في مؤسسة كارنيغي، أن هذه الضمانات ستكون بلا جدوى ما لم يكن هناك التزام واضح من الولايات المتحدة بالتدخل العسكري لمساندة حلفائها حال تدهور الأوضاع في أوكرانيا.

عقبات في وجه القمة

وبعد إعلان ترامب عن أن الخطوة التالية بعد قمة ألاسكا ينبغي أن تشمل لقاءً مباشرًا بين بوتين وزيلينسكي، قد يليه اجتماع ثلاثي يجمعهما معه، بعد موافقة بوتين على اللقاء مع زيلينسكي صبّ الكرملين ماءً مثلجًا على هذه الفكرة، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه ينبغي التحضير لمثل هذه الاجتماعات بعناية، "خطوة بخطوة"، وإن المحادثات بين كبار المسؤولين قد تُعقد أولًا.

وأيّد زيلينسكي علنًا فكرة لقاء بوتين، جزئيًا لإرضاء ترامب، ولإلقاء اللوم على بوتين في حال فشل الاجتماع. 

واعتبر أندرو إس. فايس، مدير الدراسات والخبير في الشؤون الروسية بمؤسسة كارنيغي، أن هذه خطوة تكتيكية تهدف إلى تصوير بوتين على أنه الطرف الرافض للسلام.

وقال فايس: "الحقيقة هي أن بوتين لن يلتقي زيلينسكي إلا إذا كان مستعدًا للاستسلام لروسيا".

وقف إطلاق النار

هنا غيّر ترامب رأيه. كان يضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار ووقف القتل منذ البداية. بعد معارضة أولية من زيلينسكي لاعتقاده أن ذلك سيفيد روسيا، تبنى الزعيم الأوكراني الفكرة، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار ضروري قبل أي مفاوضات بشأن الأراضي. لكن بوتين قاوم، مطالبًا في البداية بالتنازل عن بقية دونباس كشرط مسبق.

في هذا السياق، عدّل ترامب موقفه، حيث ضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء القتل منذ البداية، وبعد معارضة أولية من زيلينسكي الذي اعتقد أن ذلك قد يصب في مصلحة روسيا تبنى الفكرة لاحقًا، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار شرط أساس لأي مفاوضات حول الأراضي.

من جهته، قاوم بوتين، مطالبًا في البداية بتنازل أوكرانيا عما تبقى من دونباس كشرط مسبق.

أخبار ذات علاقة

ترامب خلال لقائه الزعماء الأوروبيين

"يأس مبكر".. هل تراجع ترامب عن محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا؟

خلال قمة ألاسكا، نجح بوتين في إقناع ترامب بالمضي قدمًا في السعي لإبرام معاهدة سلام أولًا قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار، الأمر الذي أتاح لروسيا الاستمرار في قصف أوكرانيا ومواصلة تقدم قواتها ببطء، مع تكبدها خسائر كبيرة، نحو المناطق التي لم تسيطر عليها بعد في دونيتسك.

في المقابل، أبدى زيلينسكي إلى جانب القادة الأوروبيين رغبتهم في وقف إطلاق النار خلال أي مفاوضات، إلا أن ترامب لا يزال غير مقتنع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC