مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
كشفت صحيفة "التليغراف" أن بريطانيا تتجه للسماح لألمانيا بالانضمام إلى مشروع طائرة Tempest المقاتلة من الجيل التالي، وسط خلاف مع فرنسا بشأن مشروع أوروبي منافس، لخطوة قد تعد "انقلاباً" استراتيجياً في صناعة الدفاع الأوروبية.
واستندت "التليغراف" إلى مصادر في صناعة الدفاع، وسط تصعيد الخلافات مع فرنسا حول مشروع أوروبي منافس، إذ يشمل البرنامج حالياً المملكة المتحدة واليابان وإيطاليا، لكن التكهنات تشير إلى إمكانية انضمام برلين، رغم أن دورها قد يكون محدوداً بسبب تقدم المشروع.
وقالت المصادر إن القرار النهائي يعود للحكومات، وإن ألمانيا قد تشارك كمشترٍ أو تُبدي رأيها في جوانب مثل منصات الطائرات بدون طيار المرافقة، فيما سيعزز هذا الانضمام اقتصاديات البرنامج، ويُمثل ضربة لبريطانيا وشركائها، خاصة مع تفضيل برلين الحالي للمشروع المنافس نظام القتال الجوي المستقبلي مع فرنسا وإسبانيا.
ومع ذلك، تتصاعد التوترات تحت السطح، إذ أفادت تقارير بغضب المسؤولين الألمان وشركة إيرباص من مطالب شركة داسو الفرنسية بإعادة التفاوض على العقد، طالبة سيطرة أكبر وحصة أوسع بفضل خبرتها في طائرة رافال.
ورفضت إيرباص إعادة فتح الصفقة، مما دفع برلين لدراسة بدائل مثل الشراكة مع بريطانيا أو السويد، كما نقل موقع بوليتيكو. وفي الأسبوع الماضي، تحدى التنفيذيون الفرنسيون ألمانيا بالانسحاب، إذ قال إريك ترابييه، رئيس داسو: "يحق للألمان الشكوى، لكننا هنا نعرف كيف نفعل ذلك. إذا أرادوا التصرف بمفردهم، فليفعلوا ذلك".
ويُثير انضمام ألمانيا مخاوف من التأخير في برنامج القتال الجوي، حيث تتسابق الدول الثلاث لتوقيع العقود النهائية هذا العام بعد مفاوضات صعبة لتقسيم العمل، إذ لا يُرحب بإعادة فتح المحادثات، خوفاً من تعريض الجداول الزمنية للخطر، خاصة مع سعي اليابان لنشر الطائرة بحلول 2035، وإنتاج نموذج تجريبي في 2027.
ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية التعليق على المشاركة الألمانية، لكنه أكد الالتزام بالبرنامج والتركيز على "التشغيل البيني" مع الحلفاء.
ويُعد برنامج القتال الجوي، الذي بدأ كـ Tempest في بريطانيا، دمجاً لبرامج المقاتلات المتقدمة في الدول الثلاث، بهدف إنشاء طائرة نفاثة خفية أسرع من الصوت، تعمل كـ"منصة للمنصات" لتنسيق الطائرات بدون طيار، الصواريخ، الاتصالات، وجمع الاستخبارات.
وأنشأت الدول شركة Edgewing المشتركة، بين BAE Systems البريطانية، Japan Aircraft Industrial Enhancement Co، وLeonardo الإيطالية، لقيادة التطوير، مع مشاركة Rolls-Royce. وقال متحدث باسم الشركة: "أكدت الدول الثلاث انفتاحها على العمل مع الدول الأخرى، على أساس الاعتبار المشترك لما هو أفضل للبرنامج وما يعود بالنفع المتبادل، أي قرارات بشأن الشراكة الأوسع تُتخذ ثلاثياً من الحكومات".
وتوقع فرانسيس توسا، محلل دفاعي مستقل، أن تحد الترتيبات الحالية من دور ألمانيا، قائلاً: "يمكن لألمانيا الانضمام كشريك إنتاج، وليس تطوير. إذا أرادت شراء الأسلحة، فمن الطبيعي أن يكون لديها خطوط إنتاج، لكننا لن نوقف البرنامج للتفاوض مرة أخرى".
فيما قال البروفيسور جاستن برونك، خبير الطيران في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن برنامج القتال الجوي قد لا يقدم مزايا ملحوظة مقارنة بالمشروع الفرنسي، لكنه خيار محتمل إذا فشلت البدائل، ربما مع تجميع محلي.
ووضع الخلاف مع فرنسا ألمانيا في موقف حرج، إذ تفتقر إلى القدرة على تطوير مقاتلة بمفردها، ومن البدائل التعاون مع السويد.