"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
أثار تشكيل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" للواء عسكري جديد؛ من أجل مجابهة الإرهاب، تساؤلات حول قدرة هذا التشكيل الجديد على التصدي للجماعات المتشددة.
وقرر القادة الأفارقة بالإجماع تفعيل قوة احتياط عسكرية تتكون من 5000 جندي في أفق عام 2025، والشروع في تعبئة الموارد المالية الضرورية، في حين أعلنت لجنة استشارية تابعة للمنظمة أنها ستمنح الأولوية لتشكيل لواء عسكري لمحاربة الإرهاب يتكون في البداية من 1650 عسكريًا.
وتأتي خطوة "إيكواس" الجديدة بعد أشهر من انسحاب دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو من المجموعة الاقتصادية الإقليمية، وهو انسحاب من الواضح أنه سيلقي بظلاله على الجهود المشتركة لمواجهة الإرهاب.
وتواجه دول الساحل الأفريقي تمددًا للجماعات المتشددة، سواء كانت موالية لتنظيم القاعدة، مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أو تنظيم داعش، التي تؤرق تلك السلطات المحلية خاصة مع تصاعد حركات التمرد.
وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، إنه "رغم إعلان تشكيل هذا اللواء، فإن هناك عقبات من المفترض أن تقف أمام رؤيته النور، أهمها الغموض الذي يحيط بمصادر وآليات تمويله، وأيضًا المساحات التي سيقود فيها عمليات عسكرية ضد الجماعات المسلحة".
وأوضح ديالو، لـ"إرم نيوز"، أن "هناك مخاوف متنامية بشأن الجماعات المسلحة، خاصة التقنيات العسكرية التي تستخدمها، والأسلحة ذاتية الصنع، وحتى التي يتم استقطابها من دول أخرى تشهد اضطرابات، مثل ليبيا وغيرها".
وشدد على أن "دول الساحل الأفريقي تواجه مأزقًا يصعب تخطيه في علاقة بالوضع الأمني المتدهور، إذ أن هناك تداخلا للأجندات بين الجماعات المسلحة التي تتبنى أفكارًا انفصالية، والجماعات الإرهابية، وهو تداخل أثمر تحالفات في بعض الأحيان، ما يصعب على الجيوش المحلية التعاطي مع هذه الحالات".
وأكد ديالو أنه "يصعب حاليًا الحسم فيما إذا كان هذا اللواء سينجح في تقليم أظافر الجماعات الإرهابية، خاصة أنه لم يبدأ بعد عملياته العسكرية".
وتأتي خطوة "إيكواس" الجديدة في وقت تلقت فيه الجيوش المحلية، خاصة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، ضربات قاسية بعد هجمات شنتها جماعات مسلحة.
وقال المحلل السياسي المالي، قاسم كايتا، إن "فرص اللواء العسكري الجديد في التصدي للجماعات الإرهابية تبدو ضعيفة، بالنظر إلى عدة معطيات، أهمها غياب التنسيق الاستخباري والتباعد بين الدول المنسحبة ودول إيكواس".
وأضاف كايتا، لـ"إرم نيوز"، أنه "في المقابل، إذا نجحت وساطة رئيس السنغال في إعادة مالي والنيجر وبوركينا فاسو إلى "إيكواس" ستنتعش فرص هذا اللواء، وأيضًا فرص القوة العسكرية المشتركة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، في التصدي لهذه الجماعات".