أعلنت المملكة المتحدة، عقب اجتماع بين رئيسي وزراء بريطانيا، كير ستارمر، ونظيره الهندي ناريندرا مودي، في مومباي، عن صفقة لتزويد الجيش الهندي بأنظمة صواريخ خفيفة متعددة الأدوار، ضمن إطار شراكة أوسع في مجال الأسلحة المعقدة بين البلدين.
وأشار بيان وزارة الدفاع البريطانية إلى أن الصفقة ستدعم صناعة الدفاع البريطانية وتؤمّن 700 وظيفة في مصنع كان يُنتج الأسلحة نفسها لأوكرانيا.
وبحسب صحيفة "آسيا تايمز"، تأتي هذه الصفقة رغم ادعاءات منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ والرادارات والمركبات المتحركة.
ومع ذلك، قررت نيودلهي إنفاق 468 مليون دولار لشراء صاروخ "مارتليت" خفيف الوزن متعدد المهام (LMM)، ما يطرح تساؤلات حول جدوى الاستقلال التكنولوجي في الدفاع الصاروخي المحلي.
يتميز صاروخ LMM، المعروف باسم "مارتليت"، بتصميمه متعدد الاستخدامات، إذ يمكنه العمل كسلاح أرض-جو، وجو-جو، وأرض-أرض، وجو-أرض.
ويستهدف الصواريخ الذخائر المتسكعة، والطائرات الاستطلاعية الصغيرة، والقوارب والمركبات خفيفة التدريع، مع ميزات تشغيلية تشمل التكلفة المنخفضة وصغر الحجم اللوجستي، ما يسد الفجوة بين الصواريخ الصغيرة والأنظمة الأكبر.
يستخدم الصاروخ نظام توجيه مقاومًا للتشويش يعتمد على الملاحة بالقصور الذاتي والتوجيه الليزري شبه النشط SALH، ويُفعّل مستشعر القرب لتفجير الرأس الحربي.
ويعمل بمحرك ثنائي النبضات بالوقود الصلب، ليصل إلى سرعة 1.5 ماخ، ما يمنحه القدرة على استهداف شعاع الليزر بدقة عالية.
وتم اختباره ميدانيًّا في أوكرانيا، فقد أظهرت الصواريخ فاعليتها في مواجهة أنظمة الحماية الذاتية الروسية على طائرات الهليكوبتر الهجومية، مثل Mi-28NB وKa-52M.
تجدر الإشارة إلى أن الصاروخ يمكن إطلاقه من منصات متعددة، بما في ذلك المروحيات الهجومية AW159 Wildcat، والمنصات غير المأهولة، والمنصات الأرضية والمركبات، ما يوفر للهند خيارات واسعة لتعزيز قدراتها التكتيكية الفورية.
تُظهر الصفقة الهندية رغبة نيودلهي في شراء أنظمة دقيقة وعالية القيمة من الغرب لتأمين أفضلية قصيرة الأمد، ولطمأنة الشركاء الغربيين، بينما تواجه خصومًا محتملين مثل باكستان.
وفي صراع طويل الأمد، ستحتاج الهند إلى تطوير وإنتاج واسع النطاق للطائرات دون طيار المحلية، القادرة على استهداف القوارب الصغيرة والمركبات المدرعة والطائرات دون طيار في ساحات القتال المختلفة.
ومن المرجح أن يكون شراء صاروخ مارتليت عملية سد فجوة فورية، دون خطط للإنتاج المحلي، ما يشير إلى حدود الاعتماد على الذات في مجال الأسلحة المتقدمة.
ومع ذلك، فإن تجربة أوكرانيا أظهرت قدرة النظام على النجاح الميداني، ويعزى جزء كبير من هذا النجاح لاستخدام توجيه SALH، رغم أن تعديلات بسيطة على أنظمة الدفاع قد تقلل من فاعليته.
يبقى الأهم أن الأسلحة التي تعتمد على تدخل الإنسان في التوجيه لها عمر تشغيلي محدود، في حين أن المستقبل يميل نحو أسلحة ذاتية التشغيل مدعومة بالذكاء الاصطناعي والرؤية الآلية، ما يشير إلى أن المرحلة التالية من تكنولوجيا الأسلحة قد تتجاوز أنظمة مثل مارتليت، وتعيد صياغة موازين القدرات العسكرية للهند في المستقبل.