تعهدت إيران باستخدام القوة "غير المقيدة" من خلال صاروخ باليستي جديد كشفت عنه، أخيرًا، باسم (قاسم بصير)، قبل الجولة المقبلة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.
وقالت إنه قادر على الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، وتجاوز أنظمة الدفاع الأمريكية المتقدمة مثل نظام ثاد. وأكدت وسائل إعلام رسمية أن الصاروخ الجديد الذي يعمل بالوقود الصلب، ويوجّه بدقة، يحمل "رسالة واضحة" إلى إسرائيل التي لديها "خبرة سابقة" في التعرض للصواريخ الإيرانية.
ووفق صحيفة "المونيتور"، فإنه على عكس الصواريخ الإيرانية التقليدية التي تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي، جي بي أس، والملاحة بالقصور الذاتي، فإن صاروخ "قاسم بصير" يتضمن توجيهات كهروضوئية باستخدام أجهزة استشعار التصوير الحراري مع جسم من ألياف الكربون يجعله غير قابل للاكتشاف إلى حد كبير.
وبحسب مسؤولين إيرانيين، فإن هذه الميزات تجعل الصاروخ منافساً لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "حيتس"، المصمم لاعتراض التهديدات الباليستية بعيدة المدى، وتجعله مقاوماً للغاية للحرب الإلكترونية، خاصة التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي، الذي استخدمته إسرائيل بشكل فعال في صراعات سابقة.
ويُعد الصاروخ نسخة مطورة من سابقه (حاج قاسم) المسمّى على اسم أقوى جنرال في إيران، قاسم سليماني الذي قُتل في غارة جوية أمريكية في بغداد العام 2020.
وأضافت الصحيفة أن نظام التوجيه الجديد يُمكّن الصاروخ الباليستي من ضرب أهداف صغيرة ومُحصّنة، مثل حظائر الطائرات أو مدارج الطائرات، بدقة عالية. ويشمل تصميمه زعانف قابلة للمناورة على مركبة إعادة الدخول، ما يمنحه مرونةً أكبر، ودقةً أكبر بفضل نظام الرؤوس الحربية الأثقل، والأكثر تطورًا.
وعلى الرغم من أن إيران سبق واستخدمت التوجيه البصري في صواريخ مثل "قدر-87" و"خليج فارس" و"فاتح مبين"، إلا أن صاروخ "قاسم بصير" يُمثل أحدث استخدام لهذه التقنية حتى الآن، وفقًا لمسؤولين عسكريين إيرانيين.
وتابعت الصحيفة أن الكشف عن الصاروخ جاء في ذروة التوترات الإقليمية المتصاعدة بين إسرائيل والمتمردين الحوثيين الموالين لإيران في اليمن.
ففي اليوم الذي أعلنت فيه إيران عن (قاسم بصير)، هاجم الحوثيون مطار بن غوريون الإسرائيلي في هجوم غير مسبوق فشلت أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة في اعتراضه.
وفي المقابل، ربطت السلطات الإسرائيلية الهجوم بإيران؛ حيث حذّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن بلاده سترد على طهران "في الوقت والمكان الذي تختاره".
وأردفت الصحيفة أن الكشف عن الصاروخ يُجسد أيضًا استثمار إيران المتواصل في تكنولوجيا الصواريخ وخططها للتغلب على المنظومات الدفاعية في صراعاتها المستقبلية مع إسرائيل.
والأهم من ذلك، بدا أن هذا الإجراء يُشير إلى موقف إيران في المحادثات النووية الجارية؛ فبينما تُصرّ طهران على انفتاحها على اتفاق قد يفرض قيودًا على تخصيبها النووي، إلا أنها أكدت - مرارًا وتكرارًا - أن برنامجها الصاروخي يجب أن يبقى خارج النقاش في أي اتفاق مع إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ونوهت الصحيفة إلى أن إسرائيل بهجومها على مطار صنعاء، بعد إعلان الرئيس ترامب وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين، تُرسل رسالةً خاصة مفادُها أنها مستعدةً للتصرف بشكلٍ مستقلٍّ والسعي لتحقيق أهدافها الخاصة؛ حيث شمل ذلك السعي إلى شلِّ الجماعة المدعومة من طهران، وربما استهداف إيران لاحقًا، حيث تواصل الأخيرة تخزين صواريخها وتطويرها لمثل هذه المواجهة.
