الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن أن الحوثيين أوقفوا هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.. الإعلان الذي وُصف بأنه “استسلام صريح” جاء على خلفية ضربات أمريكية وبريطانية دقيقة دمّرت بنية الحوثيين البحرية والعسكرية ودفعتهم للتراجع.
لكن المفاجأة الكبرى لم تكن في التوقف ذاته، بل في مصدر القرار..فبحسب مصادر دبلوماسية غربية لم يصدر التراجع من صنعاء بل بضغطٍ من طهران التي باتت تخشى تصعيدًا أمريكيًّا إسرائيليًّا مباشرًا.
وبسبب التفاهمات التي بدأت تظهر ملامحها للعلن بين واشنطن وطهران.. كان لا بدَّ من دور إيراني فعّال في اليمن يحسّن شروط التفاوض على الطاولة الأمريكية بوقف العمليات البحرية فورًا في محاولة لاحتواء الأزمة وانعكاسها على تل أبيب لتفادي التصعيد خلال هذه المرحلة الحساسة.
الولايات المتحدة وبريطانيا شنّتا سلسلة ضربات وصفت بـ"الجراحية" استهدفت منصات صواريخ ومخازن أسلحة وموانئ استراتيجية في محافظة الحديدة.. لم تكن هذه مجرد ضربات استعراضية بل عملية مدمرة منسّقة استخباريًّا.
محللون عسكريون وصفوا المشهد بأنه "استسلام تكتيكي قسري" أُملِي على الحوثيين بعد خسائر موجعة وليس نتيجة لأي مراجعة فكرية أو تغيير استراتيجي في نهجهم.
ولطالما رفع الحوثيون شعار "نصرة غزة" لتبرير هجماتهم لكن التطورات الأخيرة أظهرت أن تلك الهجمات الحوثية لم تُحدث أي تغيير حقيقي في مسار الحرب في غزة، بل عمّقت عزلة اليمن وأضرت باقتصاده وشعبه.
ثمّة من يرى أن ما حدث ليس نهاية للتهديد الحوثي بل بداية لمرحلة جديدة يُعاد فيها رسم خرائط القوة والنفوذ.. أما “الاستسلام” الذي أعلنه ترامب فهو عنوان كبير لتحوّل أخطر يجري في كواليس الصراع الإقليمي.