"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
في خضم استعدادات الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في الـ5 من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تُخطط وزارتا الدفاع الأمريكية واليابانية لإجراء أكبر مُناورة عسكرية مشتركة قرب الحدود الروسية.
وفي الـ26 من أغسطس/آب الماضي، أعلنت وزارة الدفاع اليابانية عن تنفيذ مناورات بحرية مشتركة مع قوات عسكرية من الولايات المتحدة وأستراليا والفلبين في بحر الصين الجنوبي، بمشاركة أكبر مدمرة تابعة لقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية "إيزومو" والمدمرة "ساميدار".
وسرعان ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، تقديم مذكرة احتجاج للسفارة اليابانية في موسكو، حول خطط طوكيو لإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية قرب الحدود الروسية في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على الأراضى اليابانية؛ بما في ذلك مناطق "هوكايدو" الواقعة على مقربة من حدود روسيا الاتحادية.
ووصف المراقبون الخطط اليابانية الأمريكية لإجراء المناورات المشتركة بأنها محاولات عسكرية استفزازية قرب حدود روسيا في الشرق الأقصى، وأن هذا يعتبر بمثابة تهديد محتمل لأمن روسيا.
وتعليقًا على المناورات الأمريكية اليابانية المرتقبة، أكد خبراء أن هذه المناورات تستهدف تطويق روسيا والصين من خلال إنشاء تحالفات جديدة لمنع تزايد النفوذ الروسي - الكوري الشمالي، وهو ما يعمل على زعزعة استقرار تلك المنطقة.
وقال مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات الروسية، الدكتور آصف ملحم، إن المناورات العسكرية الأمريكية اليابانية قرب الحدود الروسية يُطلق عليها "السيف الحاد 25"، وتُجرى بمُشاركة 33 ألف جندي ياباني و12 ألف جندي أمريكي و40 سفينة عسكرية و370 طائرة.
وأشار ملحم، لـ"إرم نيوز"، إلى أن هناك مجموعة من الدول تشارك بصفة مراقِب، مثل: بريطانيا، وكوريا الجنوبية، والهند، وألمانيا، وكندا، وإيطاليا، وفرنسا، وأستراليا، والفلبين، وليتوانيا، وهولندا، ونيوزيلندا، لكنَّ الأستراليين يرغبون في المشاركة بهذه المناورات، غير أنه ليس واضحًا ما إذا سيكونون مجرد مراقبين، أم سيشاركون بشكل مباشر.
وأكد ملحم أن روسيا احتجَّت بشكل عام ضد هذه المناورات، لكن الولايات المتحدة تحاول عبر مجموعة من التكتلات الجديدة التي اخترعتها، مثل: تحالف "كواد" و"الناتو المصغر" إثارة البلبلة وزعزعة منطقة الشرق الأقصى، كما تحاول زعزعة منطقتي القطب الشمالي وشرق آسيا.
وتابع: "هناك أهمية إستراتيجية لمنطقة القطب الشمالي، والتي يجب عدم فصلها بأي شكل من الأشكال عن منطقة شرق آسيا، فهي أقصر نقطة تصل القارات الثلاث: آسيا وأوروبا والقارة الأمريكية، لذلك نرى هناك تحركات مستمرة للولايات المتحدة الأمريكية في تلك المنطقة بهدف خلق المشاكل لروسيا، التي بدأت تطوير ما يسمى ممر البحر الشمالي عبر القطب الشمالي كبديل لوجستي بدلًا من الممرات المائية عبر بحر البلطيق والبحر الأسود".
وأوضح ملحم أنه تم الاتفاق خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية، على تكوين جيش في تلك المنطقة لمواجهة الناتو المصغر، الذي يضم أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان.
ولفت إلى تحفظ كوريا الشمالية وكذلك الصين، بشكل مباشر وغير مباشر، على هذه المناورات العسكرية التي تمر قرب جزيرة متنازع عليها بين بكين وطوكيو، هي جزيرة "سينكاكو".
وبين أن المناورات ستلقى احتجاجًا شديدًا من الصين وكوريا الشمالية وروسيا على حد سواء، والتي تهدف لزعزعة استقرار تلك المنطقة وعسكرتها لتطويق روسيا والصين.
ومن جهته، قال الخبير في الشؤون الأمريكية، السفير مسعود معلوف، إن روسيا احتجت رسميًّا لدى السفارة اليابانية في موسكو على إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان قرب حدودها، في منطقة "هوكايدو"، فيما ردَّت اليابان بأن روسيا سبق لها أن خرقت الأجواء اليابانية في تلك المنطقة.
وأوضح معلوف، لـ"إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول توجيه رسالة إلى روسيا والصين بعد أن قامت الدولتين بمناورات عسكرية في منطقة ألاسكا، وهي ولاية أمريكية، معتبرًا أن تلك التطورات تأتي في سياق الحرب الباردة التي يشهد العالم بوادرها الآن، بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران من ناحية، والولايات المتحدة وحلف الناتو من ناحية أخرى.
ولفت إلى المحاولات الأمريكية المتزايدة لتطويق الصين عبر تحالفات تقيمها أمريكا وتعززها مع دول الشرق الأقصى، مثل: فيتنام والفلبين واليابان، بهدف تطويق الصين، خاصة أن بكين تعتبر بحر الصين الجنوبي مياهًا إقليمية صينية، بينما تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية مياهًا دولية من حق الجميع المرور بها، مشيرًا إلى التصعيد المتبادل في الرسائل بين التحالفين المذكورين.
وأكد معلوف أن الحرب الباردة التي يقبل عليها كلٌّ من الجانبين، تأتي على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة للمنافسة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، موضحًا أن الدلائل تشير إلى أن العالم في المستقبل القريب سيشهد حربًا باردة جديدة، معربًا عن مخاوفه من تطور تلك الحرب الباردة إلى حرب عالمية ثالثة.