"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
قال خبراء سياسيون فرنسيون إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن شراء غرينلاند تمثل "تصعيدًا خطيرًا" قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وأكدوا أن هذا الموقف يعكس تغيرًا جذريًا في أسلوب تعامل الإدارة الأمريكية مع حلفائها التقليديين.
ووجه أحد أعضاء البرلمان الأوروبي تصريحات حادة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منتقدًا فكرة شراء غرينلاند التي طرحها سابقًا، ومؤكدًا أن الجزيرة ليست للبيع.
وقال المحلل السياسي الفرنسي بيير لافوا، الباحث في مركز الدراسات الجيوسياسية في باريس لـ"إرم نيوز"، إن "هذه التصريحات ليست مجرد استفزاز، بل هي جزء من استراتيجية شاملة تعيد تعريف السياسة الخارجية الأمريكية بطريقة تتجاهل القواعد الدبلوماسية التقليدية".
وأضاف لافوا أن خطوة ترامب تمثل تهديدًا مباشرًا لفكرة السيادة الوطنية، ما يستدعي استجابة أوروبية موحدة.
وأوضح بيير لافوا أن "إعلان ترامب عن رغبته في شراء غرينلاند أو حتى استخدام القوة لتحقيق ذلك يمثل تصعيدًا خطيرًا في نهج السياسة الخارجية الأمريكية. هذا السلوك ليس مجرد استفزاز، بل يعكس تحولًا استراتيجيًا نحو استبدال الدبلوماسية بالتسلط".
وأشار لافوا إلى أن هذه التصريحات تهدد مباشرة سيادة الدول الأوروبية، لا سيما الدنمارك التي تعد غرينلاند جزءًا من أراضيها.
وأضاف: "ترامب يبدو كمن يتجاهل المعايير الدولية القائمة ويضع قواعد جديدة ترتكز على الهيمنة، وهو ما يتطلب من الاتحاد الأوروبي تعزيز وحدته لمواجهة مثل هذه التحديات".
كما حذر لافوا من أن هذا الموقف قد يفتح المجال أمام تصعيد أوسع في التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي سياق متصل، أكد كلود دوبري، أستاذ العلاقات الدولية في معهد الدراسات الأوروبية لـ"إرم نيوز"، أن تصريحات ترامب بشأن غرينلاند تعكس مبدأ جديدًا في السياسة الدولية، حيث القوة الاقتصادية والعسكرية أصبحت الأداة الرئيسية لتحقيق المصالح.
وقال دوبري: "حديث ترامب عن إمكانية استخدام القوة للسيطرة على غرينلاند يمثل خرقًا واضحًا للمبادئ التي قامت عليها العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية. مثل هذه التصريحات لا تقتصر على استفزاز الدنمارك فحسب، بل تمتد لتشمل النظام العالمي بأسره".
وأضاف دوبري أن هذا التصرف قد يعزز من حالة الانقسام بين ضفتي الأطلسي، موضحًا: "الاتحاد الأوروبي يجب أن يدافع عن سيادته الجماعية، وأن يرسل رسالة واضحة للإدارة الأمريكية مفادها أن استهداف دولة أوروبية يعادل استهداف القارة بأكملها".
وأكد أن غرينلاند ليست مجرد قضية محلية، بل أصبحت رمزًا للتحدي الذي يواجهه الاتحاد الأوروبي في حماية سيادته ووحدته.
وأشار كلود دوبري إلى أن "ترامب يسعى لتكريس مبدأ القوة بدلاً من الحوار، وهو أمر يمكن أن يؤدي إلى إضعاف العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين".
واعتبر دوبري أن تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن استخدام القوة للسيطرة على غرينلاند تعكس نمطًا جديدًا في السياسة الدولية، يركز على الهيمنة الاقتصادية والجيوسياسية.
وقال نواب أوروبيون إن تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بخصوص رغبته في ضم أو شراء جزيرة غرينلاند تعد انتهاكًا خطيرًا للسيادة الوطنية للدنمارك، وهو ما أثار غضبًا واسعًا داخل البرلمان الأوروبي.
وقد أشعل خطاب النائب اليميني المتطرف أندرس فيستيسن الجدل بتوجيهه إهانة مباشرة لترامب خلال جلسة عامة، فقال: "السيد ترامب، اذهب إلى الجحيم".
خطاب النائب فيستيسن، المنتمي لحزب الشعب الدنماركي، جاء ردًا على تصريحات ترامب المثيرة التي أعرب فيها عن استعداده لاستخدام القوة للسيطرة على غرينلاند وقناة بنما.
وقد وصف النائب هذه التصريحات بأنها "هجوم غير مقبول على السيادة الوطنية". وعلى إثر خطابه، علّق نائب رئيس البرلمان الأوروبي الجلسة، معتبرًا أن "مثل هذا اللغة غير مقبولة بغض النظر عن الموقف من ترامب"، وأكد أن فيستيسن قد يواجه عقوبات بسبب كلماته.
في سياق متصل، أكدت الحكومة الدنماركية أن مستقبل غرينلاند سيكون بيد سكانها، مشددة على أنه لا توجد خطط لإجراء استفتاء حاليًا. ووصفت الخطوة بأنها محاولة لضمان استمرار ارتباط الجزيرة بالدنمارك، وهو ارتباط يعود تاريخه إلى عام 1814.
ويرى المحللون السياسيون أن تصريحات ترامب ورغبته في شراء غرينلاند ليست مجرد مناورة دبلوماسية بل تمثل تهديدًا مباشرًا للسيادة الوطنية للدنمارك.
وفي حين لم يُعلن عن خطوات تصعيدية من الجانب الدنماركي أو الأوروبي، فإن الجدل الدائر يعكس تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في عهد ترامب الجديد.
