أثار انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، من سباق الانتخابات الرئاسية، وإعلان ترشح نائبته كامالا هاريس، تساؤلًا حول قانونية استخدام أموال حملة بايدن الانتخابية من قبل مرشح آخر، ما يشكل تركة ثقيلة لهاريس وفرصة ثمينة لترامب يحاول استغلالها.
وفي مسعى لاستثمار هذه الإشكالية وتوظيفها في المعركة الانتخابية، تقدمت حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب بشكوى إلى لجنة الانتخابات الاتحادية، تقول فيها إنه لا يمكن قانونيًّا لهاريس استخدام الأموال التي جمعتها حملة إعادة انتخاب الرئيس بايدن.
وأضافت حملة ترامب أن هاريس قامت "بعملية استيلاء وقحة على الأموال"، وفقًا للملف الذي قدمه المستشار العام للحملة، ديفيد وارينغتون.
ورفض متحدث باسم لجنة الانتخابات الفيدرالية التعليق على الشكوى، قائلًا"إن مناقشة القضايا القانونية ليس من سياسة اللجنة".
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مصادر قولها، إن استراتيجية حملة ترامب تقوم على فتح معارك قانونية جديدة لمحاولة منع هاريس من الوصول إلى أموال بايدن، رغم أن الشكوى المقدمة لم تصل إلى حد رفع دعوى قضائية.
من جهتها، اعتبرت حملة هاريس الشكوى جهدًا قانونيًا زائفًا لإثارة الفوضى، مؤكدة أن لجان بايدن-هاريس كانت دائمًا لجانًا مرخصة لبايدن أو هاريس.
وأكدت الحملة أن الشكوى لن يكون لها أي تأثير على جمع التبرعات أو الإنفاق.
وبحسب موقع "سي إن إن"، من غير المرجح أن تتخذ اللجنة أي إجراء إلا بعد فترة طويلة من يوم الانتخابات؛ بسبب بطء وتيرة حل مسائل التنفيذ.
وصرّح المحامي في المركز القانوني للحملات الانتخابية (مجموعة رقابية غير حزبية)، سوراف غوش، أنه نظرًا لأن هاريس كانت بالفعل جزءًا من حملة بايدن كمرشحة لمنصب نائب الرئيس، فإن استحواذها على المال يجب أن يكون سليمًا.
بدوره، قال محامي الانتخابات الجمهوري تشارلي سبايز، الذي عمل لفترة وجيزة كمستشار عام للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، في مقال نشره أخيرًا في صحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه إذا انسحب بايدن قبل أن يعلن الحزب الديمقراطي رسميًّا مرشحه، فإن قواعد لجنة الانتخابات الفيدرالية تحتم أنه لا يجوز تحويل أكثر من ألفي دولار من أي أموال حملة جمعها إلى أي مرشح آخر، بما في ذلك هاريس.
ويختلف خبراء آخرون في تمويل الحملات مع هذا الرأي، وقالت مفوضة الانتخابات الفيدرالية، دارا ليندنباوم، إن هاريس يمكنها الوصول إلى أموال بايدن من خلال لجنة الحملة؛ لأنها مسجلة لكل من الرئيس ونائب الرئيس.
وكتبت ليندنباوم على موقع "إكس": "إذا أصبحت كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، فستتمكن من الوصول إلى أموال حملة جو بايدن".
وقال بعض محامي الانتخابات الديمقراطيين، إن جميع أموال حملة بايدن يمكن أن تذهب إلى حملة هاريس الجديدة.
