الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

"هدية لبوتين".. خلاف ترامب وأوروبا يتفاقم

ترامب وبوتين في قمة ألاسكاالمصدر: رويترز

تتسع هوة الخلاف بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحلفائه الأوروبيين على خلفية الحرب في أوكرانيا، في وقت تستثمر فيه موسكو هذا الانقسام لتعزيز موقعها التفاوضي وشرعنة روايتها السياسية. 

فبينما تدور مباحثات سلام غير محسومة في موسكو، تبدو تصريحات ترامب الأخيرة وكأنها تمنح الكرملين زخماً إضافياً في معركته المعلوماتية ضد الغرب، بحسب "سي إن إن".

انتقادات حادة لأوروبا وتوصيف جديد للحرب

في مقابلة حديثة، وصف ترامب الدول الأوروبية بأنها "ضعيفة" و"متدهورة" بسبب سياسات الهجرة، معتبراً أن روسيا تمتلك "اليد العليا" في الصراع، وأن على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "أن يبدأ بتقبّل الأمور عندما يكون خاسراً". 

جاءت تصريحاته عقب نشر استراتيجية أمريكية جديدة للأمن القومي أظهرت انزعاج واشنطن من الموقف الأوروبي تجاه الحرب، واتهام حكوماته بأنها تقف عائقاً أمام الوصول إلى اتفاق سلام.

أخبار ذات علاقة

ضباط من عدة جنسيات خلال جولة في غزة

أكسيوس: ترامب يعتزم تعيين جنرال أمريكي لقيادة القوة الدولية في غزة

جاءت ردود الفعل الأوروبية سريعة، فقد اعتبر المستشار الألماني فريدريش ميرز أن أجزاء من الاستراتيجية "غير مقبولة"، مؤكداً أن أوروبا ليست بحاجة إلى أمريكا "لإنقاذ الديمقراطية" فيها.

موسكو المستفيد الأول

بالنسبة للكرملين، شكلت استراتيجية ترامب وتداعياتها مصدر ارتياح مكشوف. المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف وصف الوثيقة بأنها تتماشى مع رؤية موسكو، بينما استغل كيريل ديميترييف، أحد الوسطاء الرئيسيين في المباحثات، تصريحات ترامب لتقوية خطاب موسكو حول "تدهور" أوروبا.

ويأتي ذلك في وقت تستمر فيه روسيا في إحكام قبضتها الداخلية: تفكيك المعارضة، خنق الإعلام، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي، مع الإبقاء على استخدام قادتها لها كمنابر للتأثير الخارجي.

يبدو أن الاستراتيجية الروسية تركّز على استغلال كل شرخ في المواقف الغربية حول أوكرانيا؛ فانتقادات ترامب للمؤسسات الأوروبية وتلميحاته حول تراجع الديمقراطية تمنح موسكو ذخيرة إضافية لضرب ثقة الأوروبيين في حلف الناتو وفي التحالف مع الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

ترامب

"النواب الأمريكي" يقر مشروع قانون يتعارض مع توجهات ترامب حول أوروبا

تشير أصداء الأزمة الحالية إلى مشهد أصبح مألوفاً؛ صدمة أوروبية مشابهة لما حدث في مؤتمر ميونيخ للأمن، وإشارات ترحيب روسية بكل انقسام يضعف الموقف الداعم لكييف.

تصعيد روسي مباشر

في الوقت الذي كان زيلينسكي يقوم بجولة أوروبية لحشد الدعم، ارتفعت نبرة الخطاب الروسي تجاه القارة. 

في السياق، قال عالم السياسة المتشدد سيرغي كاراغانوف إن روسيا "في حالة حرب مع أوروبا"، مضيفاً أن الحرب لن تنتهي "حتى نسحق أوروبا أخلاقياً وسياسياً". 

ورغم تأكيده أنه لا يتحدث باسم الدولة، فإن أفكاره تتسق مع رسالة بوتن العلنية التي حذّر فيها من أن روسيا "جاهزة" لأي مواجهة، رغم أنها لا تنوي البدء بها.

تعكس التطورات الراهنة تحوّلاً حساساً: واشنطن، الغارقة في خلافاتها الداخلية حول أوكرانيا، تصدر إشارات مربكة لحلفائها، بينما تستغل موسكو هذا الارتباك لتعميق الشكوك الأوروبية حول الموقف الأمريكي.

أخبار ذات علاقة

الكونغرس الأمريكي

تمرد جمهوري.. الكونغرس يفرض قيودا على خطة ترامب لسحب قوات من أوروبا

وبينما يستمر زيلينسكي في محاولاته لتأمين الدعم، تبدو الساحة الأوروبية عرضة لتأثيرات حرب معلوماتية تسعى إلى تقويض الوحدة الغربية، وهو هدف طالما سعت إليه موسكو، ويبدو أنها تقترب اليوم من تحقيقه أكثر من أي وقت مضى.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC