كشف تقرير لصحيفة "أكسيوس" أن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، الديمقراطي عن ولاية نيويورك، ينسق بشكل وثيق مع مجموعات ليبرالية خارجية في إطار استراتيجية التعامل مع أزمة الإغلاق الحكومي المحتملة.
وقالت الصحيفة إن هذه الخطوة تأتي بعد انتقادات حادة وجهتها له تلك المجموعات في وقت سابق من هذا العام، عقب موافقته على تمويل حكومي مؤقت اعتُبر "تنازلًا" للجمهوريين.
وأضافت "أكسيوس" أن شومر يسعى هذه المرة إلى كسب تأييد قاعدته الانتخابية وتفادي أزمة ثقة جديدة مع الجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي.
وأشارت إلى أن اجتماعات ومحادثات خاصة جرت بين فريق شومر وعدد من المنظمات التقدمية خلال الشهرين الماضيين، حيث أكد زعماء القاعدة الشعبية على ضرورة أن يبذل شومر والديمقراطيون جهوداً أكبر لمحاربة الرئيس دونالد ترامب والجمهوريين.
وقالت المجموعات إن التراجع عن المساعدة في تمويل الحكومة، كما فعل شومر في شهر مارس/آذار، أمر غير مقبول.
وقالت الصحيفة إن من أبرز المنظمات التي تنسق مع شومر حركة MoveOn، ولجنة حملة التغيير التقدمي، إلى جانب عدد من النقابات العمالية.
ونقلت عن جويل باين، كبير مسؤولي الاتصالات في MoveOn، قوله إن "هناك المزيد من التواصل الاستباقي من القيادة مع ما أسميه النظام البيئي الخارجي"، مضيفًا أن "خطوط المعركة واضحة: يجب أن تكون القيادة مستعدة للقتال".
وأوضحت "أكسيوس" أن التنسيق المكثف مع المجموعات التقدمية يأتي في وقت تتزايد فيه التكهنات بأن النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، الديمقراطية من نيويورك، قد تطلق تحديًا أوليًا ضد شومر في انتخابات 2028.
وأشارت الصحيفة إلى أن استطلاع رأي ليبرالي أظهر سابقًا تفوق أوكاسيو كورتيز على شومر في مواجهة افتراضية، وهو ما عزز الضغوط على الزعيم الديمقراطي لتعزيز موقعه داخل الحزب.
وتابع التقرير أن شومر اتخذ خطواتٍ قبل حملة إعادة انتخابه عام 2022 لحماية نفسه من أي تحدٍّ تقدمي محتمل، بما في ذلك التعاون مع جماعات ليبرالية مثل حركة "صن رايز". لكنه في النهاية لم يواجه مثل هذا التحدي.

وأكدت الصحيفة أن قادة تلك المجموعات يشيرون إلى أن فجوة الثقة مع شومر لا تزال قائمة منذ أزمة مارس/آذار الماضي.
ونقلت عن إحدى المنظمات الشعبية الكبرى أنهم استغلوا الاحتجاج الوطني المقبل "لا للملوك" الشهر المقبل في محادثات مع فريق شومر، مضيفًا: "قلنا لهم بوضوح، يمكن أن تكونوا جزءًا من هذه الحركة أو أن تصبحوا غير ذوي صلة بها".
وأضافت "أكسيوس" أن فريق شومر أنشأ "غرفة حرب" تضم قائمة بريدية للتنسيق مع المجموعات الخارجية والمؤثرين، حيث يتم تبادل نقاط الحديث ومنشورات مهيأة للتضخيم على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونقلت الصحيفة، عن زعيم كبير في مجموعة ذات توجه ديمقراطي، قوله إن إحدى الرسائل تضمنت عبارة، "الديمقراطيون لا يريدون إغلاقًا"، مع دعوة لاستخدام "رواة قصص" لشرح تأثير تخفيضات برنامج "ميديكيد" وانتهاء الاعتمادات الضريبية لقانون الرعاية الميسرة.
وختمت الصحيفة بالقول إن الضغوط على شومر من القاعدة الليبرالية لن تتوقف قريبًا، إذ أعلنت مجموعة Progress Action Fund أنها ستطلق حملة إعلانية بميزانية "من 6 أرقام" للضغط عليه حتى لا يتعاون مع الجمهوريين في تمرير التمويل الحكومي نهاية الشهر، على أن تُبث الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات كابلية مثل MSNBC وDC.