كشفت مصادر مطلعة أن تروي مينك، المرشح لمنصب قائد القوات الجوية في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعب دورًا رئيسيًا في تسهيل عقد بمليارات الدولارات لصالح شركة "سبيس إكس" التابعة للملياردير إيلون ماسك، أثناء عمله مسؤولًا في وكالة الاستطلاع الوطني (NRO).
وبحسب تقرير نشرته "رويترز"، أثارت التعديلات التي أُدخلت على متطلبات العقد مخاوف من توجيه الصفقة لصالح "سبيس إكس"، ما دفع المفتش العام للوكالة إلى التحقيق في الأمر. وفازت "سبيس إكس" بالعقد في عام 2021، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان التحقيق قد انتهى أو لا يزال جاريًا.
وقال متحدث باسم مكتب الاستطلاع الوطني عبر البريد الإلكتروني إن الوكالة "ليس لديها أي علم بأي ادعاءات أو مخالفات تتعلق بالمشتريات"، رافضًا تقديم تفاصيل بشأن العلاقات التعاقدية مع الشركاء الصناعيين.
كما أكد المفتش العام للوكالة، تيرينس إدواردز، أنه لا يستطيع التعليق على أي شكاوى أو تحقيقات محتملة.
ويأتي الكشف عن هذه المزاعم في وقت ينتظر فيه مينك، المهندس والضابط العسكري السابق، تأكيد تعيينه قائدا للقوات الجوية.
ووفقًا لمصدرين، فقد جاء ترشيحه بعد توصية مباشرة من ماسك، الذي لعب دورًا استشاريًا لإدارة ترامب وكان له نفوذ في تعيين بعض المسؤولين الحكوميين.
وأفادت المصادر أن العقد المثير للجدل كان يهدف إلى تطوير شبكة من مئات الأقمار الصناعية التجسسية عالية الدقة لمراقبة الأهداف العسكرية والاستخباراتية حول العالم. وقدرت قيمة الصفقة في البداية بـ1.8 مليار دولار، لكنها قد تتضاعف مع توسيع الشبكة.
وأشارت أربعة مصادر إلى أن مينك عدّل جزءًا من العقد بطريقة جعلت "سبيس إكس" في وضع أفضل للفوز به، حيث استفادت الشركة من تقنية الاتصالات بين الأقمار الصناعية التي توفرها شبكة "ستارلينك" الخاصة بها، والتي تضم حوالي 7000 قمر صناعي في المدار.
وأضافت المصادر أن هذه التعديلات جعلت المنافسة غير متكافئة، حيث لم تتمكن أي شركة أخرى من تقديم حل مماثل. وقال أحد المطلعين: "لم يكن بإمكان أي منافس آخر التنافس مع سبيس إكس، لأنهم ببساطة لا يمتلكون كوكبة تجارية مماثلة".
وفي ذلك الوقت، أعربت شركات منافسة عن قلقها من التعديلات، ما دفع بعض مسؤولي وكالة الاستطلاع الوطني إلى مراجعة تفاصيل العقد.
وأوضحت ثلاثة مصادر أن شركة "L3Harris Technologies"، التي شعرت بالضرر من التغييرات، تلقت تحذيرًا مباشرًا من مينك بعدم تقديم احتجاج رسمي، وإلا فقد تتأثر علاقتها المستقبلية مع الوكالة.
يُذكر أن مشروع الأقمار الصناعية التجسسية هذا يعد أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية في مجال الفضاء، حيث يعزز قدرات الولايات المتحدة في مجال الاستخبارات والمراقبة. ولكن مع تزايد الجدل حول طريقة إرساء العقد، قد يواجه مينك تحديات أثناء عملية تثبيته في منصبه الجديد.