أثار إعلان السلطات إحباط محاولة انقلاب عسكري في بنين، تساؤلات حول الدوافع التي جعلت الجيش يتحرك في وقت كانت تشهد فيه البلاد أزمتين؛ الأولى دبلوماسية تتعلق بغلق الحدود مع النيجر وتراشق الاتهامات معها، والثانية مرتبطة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أبريل/نيسان المقبل.
وكشف وزير الداخلية البنيني، الحسن سيدو، في مقطع فيديو، أن الانقلاب أحبط اليوم الأحد، وذلك بعد ساعات من ظهور جنود على الهواء مباشرة في التلفزيون الرسمي للإعلان عن تولي السلطة.
ولم تعلق القوى السياسية بعد على هذا التطور، لكن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" دانت بشدّة المحاولة الانقلابية وقالت إنها تمثل "خطوة غير دستورية لتقويض إرادة الشعب في بنين".
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه بنين أزمة سياسية حادة بسبب استبعاد مرشح المعارضة وحزب الديمقراطيين، ريناود أغبودجو، من الانتخابات الرئاسية في خطوة أثارت غضبا من معسكر المعارضة.
وعلق المحلل السياسي النيجري، محمد الحاج عثمان، بأن "الأزمة السياسية التي تمر بها بنين حادة وغير مسبوقة رغم أنها شهدت في سنوات ماضية محاولات انقلابية فاشلة، لكن هذه المرة يبدو أن هناك شعورا متزايدا بالإحباط تجاه الوضع العام وهو ما دفع العسكريين إلى التحرك".
وشدد في تصريح لـ"إرم نيوز" على أنه "رغم وقوف قيادة بنين الحالية في صف "إيكواس" ومن أراد التدخل عسكريا في النيجر إلا أنه لا يمكن أبدا تشجيع محاولات تغيير السلطة بالقوة خاصة مع تعهد رئيس بنين باتريس تالون بعدم الترشح لولاية ثالثة واحترامه للدستور".
من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، إيريك إيزيبا، إن "ما حدث في بنين كان مفاجئا رغم أن البلاد تشهد أزمات معيشية ودبلوماسية وسياسية كبيرة، إذ لم يكن أحد يتصور أن يتحرك الجيش بهذه السرعة في مسعى لافتكاك السلطة قبيل الانتخابات بأشهر قليلة".
وأضاف إيزيبا، في تصريح لـ "إرم نيوز": "مع ذلك، لا يزال هناك غضب كبير يخيم على البلاد بسبب ما شاب الترشح للانتخابات الرئاسية وأيضا الأزمة المفتعلة مع النيجر فكثر يرون تأييد الرئيس باتريس تالون، للتدخل العسكري في نيامي قبل حوالي 3 سنوات أمر غير مقبول".
ولفت إلى أن: "ما حدث اليوم ستكون له عواقب وخيمة على المستوى السياسي بشكل خاص ولم يقتصر على الداخل في بنين حيث أصبحت هناك جرأة من الجيوش في المنطقة على التحرك والاستيلاء على السلطة وهذا أمر يقوض أمن المنطقة".