أثارت تصريحات لعدد من نواب التيار الأصولي المتشدد في إيران، جدلاً واسعاً بعد الدعوة إلى انسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي واعتماد "سياسة الغموض النووي" وصولاً إلى اختبار قنبلة نووية باعتبارها "الخيار الوحيد لحماية البلاد من مصير العراق وليبيا" وفق تعبيرهم.
وانتقد كبير المحللين السياسيين للتيار الإصلاحي "أحمد زيد آبادي"، هذه الطروحات بشدة، واعتبرها مقامرة خطيرة تهدد الأمن القومي الإيراني.
وقال آبادي لـ"إرم نيوز"، إن البرنامج النووي الإيراني كان طوال السنوات الماضية تحت إشراف كامل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكدت طهران مراراً على طابعه السلمي، بل وصل الأمر إلى إصدار فتوى دينية تحرم الانحراف به نحو الأبعاد العسكرية، ومع ذلك، لم يَسلم من الضغوط والهجمات، حتى أن منشآت نووية إيرانية جرى استهدافها في أعماق الأرض.
ويرى أن الدعوة إلى الخروج من المعتهدة والاتجاه نحو السلاح النووي لن يشكل عامل ردع، بل سيجعل إيران عرضة لعزلة خانقة، وربما مواجهة عسكرية مدمرة مشابهة لما حدث في العراق وليبيا.
وأوضح أن مثل هذه السياسات الانفعالية قد تُستخدم كشعار سياسي، لكنها لا توفر حلولاً واقعية، بل تفتح الباب أمام مخاطر مضاعفة، معتبراً أن مثل هذه الدعوات "عبثية وتفتقد للمنطق، ومن يقترح مثل هذه القضايا يزيد من تفاقم الأزمات بدلاً من معالجتها".
وكان إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، قال في وقت سابق، إن خيار انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) لا يزال قائماً، مؤكداً أن طهران قد تلجأ إليه إذا اقتضت الضرورة.
وأوضح في مقابلة تلفزيونية أن الاتفاقيات القائمة لا تعني التراجع عن هذا الخيار، مشيراً إلى أنه "في حال أخلّ الطرف المقابل بأيّ من التزاماته، فإن الجمهورية الإسلامية ستدرس بجدية مسألة الانسحاب من NPT ومتابعتها كخيار استراتيجي".
كما قال عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني "شهريار حيدري"، إن طهران ستحافظ على برنامجها النووي وتنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا أعيد فرض العقوبات.
ودعا نواب من التيار المتشدد أيضاً من بينهم محمود نبويان بضرورة التوجه نحو حيازة الأسلحة النووية كخيار ردع ضد العدو، بحسب تعبيره.
كما قال محمّد قسيم عثماني، عضو البرلمان، إن "السلاح النووي هو الأداة الوحيدة القادرة على مواجهة الغطرسة والهيمنة العالمية"، داعياً إلى تحويل هذا التوجه إلى قضية وطنية عابرة للانقسامات السياسية.
ونقلت صحيفة همشهري أونلاين عن عثماني قوله إن "صناعة السلاح النووي يجب أن تُطرح على المستوى الوطني كخيار جامع، وأن تتحول إلى مطالبة عامة للشعب الإيراني"، مؤكداً أن القنبلة الذرية، برأيه، "تضمن الأمن القومي والوجود الوطني لإيران، ولا يمكن حصرها بجناح سياسي بعينه".
وأضاف النائب الإيراني: "من الأفضل أن يتم اتخاذ هذه الخطوة في ظل حكومة إصلاحية، حتى لا تُفسَّر المسألة بأنها مشروع لفئة معينة"، مشدداً على أن البرنامج النووي الدفاعي يجب أن يكون مشروعاً استراتيجياً لكل التيارات والقوى السياسية في البلاد.