مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء
كشف مسؤولون إيرانيون سابقون عن أنشطة مراقبة وتجسس تمارسها سفارات بلادهم في الخارج، عبر شبكة خارجية مترامية الأطراف تعمل بأوامر مباشرة من مكتب المرشد الأعلى، علي خامنئي، وذراع استخبارات الحرس الثوري.
ووفق تقرير لقناة "إيران إنترناشيونال"، تُعدّ البعثات الدبلوماسية الإيرانية مراكز لجمع المعلومات الاستخباراتية، مُكلفة بتتبع المعارضين، ومراقبة التجمعات الطلابية، وتسليم الأموال والمعدات تحت حماية الحصانة الدبلوماسية.
وقال موظف دبلوماسي إيراني: "لكل سفارة قائمة. أشخاص يجب مراقبتهم، أو يجب إشراكهم، وآخرون يجب إسكاتهم".
وتوضح روايات الموظفين الإيرانيين السابقية أن الخدمة الخارجية لا تتشكل بالدبلوماسية، بل بالأيديولوجيا والمراقبة والتمويل غير المشروع، وفق تقرير"إيران إنترناشيونال".
ولفت أحد الدبلوماسيين السابقين إلى إمكانية أن يقوم شخص مُدرج كمترجم في سفارة ما بتنسيق تمويل جماعات بالوكالة، مضيفاً أن "الألقاب مجرد مظهر".
في إحدى القضايا البارزة، استغل الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي منصبه لنقل متفجرات كانت مخصصة لتجمع معارض في باريس. وقد كشفت إدانته عام 2021 في بلجيكا عن مدى خطورة هذه الأدوار المزدوجة.
وتذكر موظف سابق آخر زملاءه الذين وصلوا إلى إسطنبول وباكو حاملين حقائب مليئة بالدولارات غير المُصرّح بها. وقال: "إنهم يعلمون أن أحدًا لن يفتش حقائبهم".
يُقال إن الملحقين الثقافيين، وخاصة المرتبطين بالمنظمة الإسلامية للثقافة والاتصالات، ينظمون فعاليات دينية في الخارج تُستخدم أيضاً كأماكن لفحص المجندين المحتملين.
وأغلقت ألمانيا المركز الإسلامي في هامبورغ في يوليو/تموز بسبب علاقاته بطهران، وما وصفته وزارة الداخلية بالترويج للتطرف ومعاداة السامية.
تقول مصادر إن السلك الدبلوماسي نفسه يهيمن عليه أبناء رجال الدين والمقربون من النظام. "والدك إمام صلاة الجمعة؟ عمك مقرب من المرشد الأعلى؟ أنت في السلك الدبلوماسي"، وفق موظف سابق.
ويؤكد تقرير "إيران إنترناشيونال"، أنه نادراً ما تتوافق المناصب مع الخلفية المهنية، وغالباً ما تكون المهارات اللغوية والخبرة ثانوية مقارنة بالولاء.
يتعزز نطاق شبكة التجسس في السفارات من خلال منظمات واجهة، فقد رُبطت مؤسسة الإمام الخميني للإغاثة بتمويل حزب الله، كما واجه الهلال الأحمر الإيراني اتهامات باستخدامه من قبل عناصر فيلق القدس لنقل الأسلحة، فيما اعترف سابقاً أعضاء في الحرس الثوري الإيراني بالتظاهر بأنهم عمال إغاثة خلال حرب البوسنة.
وعملت قنوات هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية "برس تي في"، و"قناة العالم"، و"هيسبان تي في"، كأذرع دعائية وواجهات استخباراتية، إذ طردت فرنسا أحد صحفييها عام 2011 لنشره رسائل حكومية.
رغم خطاب المقاومة، يعيش الكثيرون في رفاهية، إذ تبلغ تكلفة سكن سفير سابق في باريس أكثر من 40 ألف يورو شهريا، بحسب "إيران إنترناشيونال".
وقال موظف سابق آخر: "يرسلون أطفالهم إلى مدارس علمانية بينما يبشرون بالقيم الإسلامية". وتُظهر السجلات المسربة أن كبار المبعوثين يتقاضون رواتب تصل إلى 12 ألف دولار شهرياً، مع رواتب سخية وميزانيات احتفالية.
بينما رأى موظف دبلوماسي سابق تلك الرواتب المجزية بأنها "مكافأة وعزلة في آن واحد"، مشيراً إلى أن النظام يشتري الولاء بالرفاهية، ويبعدهم عن واقع الإيرانيين العاديين.