logo
العالم

كشفته حرب غزة.. إعفاء الحريديم من التجنيد يهدد بتفجير وحدة إسرائيل

كشفته حرب غزة.. إعفاء الحريديم من التجنيد يهدد بتفجير وحدة إسرائيل
يهود من الحريديم ضد التجنيدالمصدر: رويترز
24 أغسطس 2025، 7:02 م

اشتعلت شوارع  القدس في مشهد غير مألوف حين نزل المئات من اليهود المتشددين إلى الشوارع، وأشعلوا النيران في حاويات النفايات، رافعين أصواتهم بالرفض لما يرونه "فرضًا قسريًا" للتجنيد. 

ووفقًا لصحيفة "نيويرك تايمز"، واجهت قوات الشرطة الإسرائيلية الحشود بخيولها ومدافع المياه التي رشت "ماء الظربان" ذي الرائحة الكريهة لتفريق المتظاهرين، بينما واصل المحتجون الهتاف والتحدي.

غضب يتفاقم مع قرارات جديدة

تفجرت الأزمة بعد أن بدأت الشرطة العسكرية باعتقال عدد محدود من المتهربين من الخدمة الإلزامية، في خطوة وُصفت بأنها إشارة أولى لمرحلة جديدة من التعامل مع ملف ظل عالقًا منذ تأسيس إسرائيل.

أعطت الاحتجاجات الأخيرة خارج سجن إسرائيلي، عقب اعتقال سبعة شبان، صورة عن حجم التوتر الذي يزداد مع كل يوم.

أخبار ذات علاقة

وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش

لمنع إقامة دولة فلسطينية.. سموتريتش يقر خطة استيطان واسعة في القدس

 قرار المحكمة العليا في يونيو 2024 بإنهاء الإعفاءات التقليدية فتح الباب أمام مواجهة سياسية غير مسبوقة، فإسرائيل، التي تخوض حربًا مستمرة منذ قرابة عامين في غزة، تعاني من نقص كبير في القوات، بينما يصر الجيش على حاجته إلى 12 ألف مجند جديد بشكل عاجل. 

في المقابل، تهدد الانقسامات ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعدما انسحب حلفاء متشددون من حكومته احتجاجًا على غياب تشريع يكرّس الإعفاءات.

ضغوط ميدانية وتحديات عسكرية

ويواجه الجيش الإسرائيلي وضعًا ضاغطًا؛ فقد خسر أكثر من 450 جنديًا في غزة، وارتفعت حالات الانتحار بين قواته، بينما تراجع إقبال جنود الاحتياط على الخدمة بعد قضاء أكثر من 400 يوم على الجبهات. 

لذلك أعلن الجيش استدعاء 60 ألف جندي احتياطي إضافي وتمديد خدمة 20 ألفًا آخرين، في محاولة لسد النقص.

تضاعف عدد الحريديم بشكل هائل منذ قيام الدولة ليصل اليوم إلى نحو مليون نسمة، أي ما يقارب 13% من السكان. 

أخبار ذات علاقة

 رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير

إسرائيل تكشف عن عمليات "سرّية وضرورية" نفذتها قواتها البحرية في المنطقة

 وتشير الأرقام إلى أن نسبتهم ستواصل الارتفاع لتصل إلى 30% بحلول عام 2035؛ فهذه المعادلة الديموغرافية تجعل أي استثناء لهم من التجنيد شبه مستحيل في المدى الطويل، وهو ما يضع المؤسسة العسكرية والحكومة أمام تحدٍّ وجودي.

أصوات جديدة من الداخل

رغم الرفض الواسع، بدأت تظهر داخل المجتمع المتشدد أصوات تدعو إلى المشاركة؛ حيث أشار بعض الأكاديميين إلى أن ربع الشباب الحريديم قد ينضمون للجيش إذا خُفف الضغط الاجتماعي عنهم، فيما انضم بالفعل عدد قليل من الأفراد بشكل فردي خلال السنوات الماضية، معتبرين أن الخدمة العسكرية جزء من المسؤولية الوطنية.

تأثر الرأي العام الإسرائيلي بخطاب مؤثر ألقاه حاخام فقد ابنه الضابط على الحدود مع لبنان، حيث تساءل أمام زعماء الطائفة: "لماذا دماء أبنائكم أغلى من دماء أبنائنا؟"؛ ووجدت هذه العبارة صدى واسعًا، وزادت من الضغوط على القيادات الدينية المتشددة التي تواجه اليوم تحديًا غير مسبوق في الحفاظ على مواقفها التقليدية، بحسب "نيويورك تايمز".

وتستمر إسرائيل في إدارة صراع داخلي متوازٍ مع صراعها الخارجي، إذ تتصاعد الاحتجاجات، ويزداد الضغط العسكري، فيما يتأرجح المشهد السياسي فوق خيط رفيع يهدد مستقبل الحكومة.
 
ولم تعد أزمة التجنيد مجرد خلاف اجتماعي أو ديني، بل تحولت إلى اختبار حقيقي لوحدة المجتمع الإسرائيلي في واحدة من أكثر لحظاته ضعفًا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC