ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"

logo
العالم

الصين تطرق أبواب أوروبا.. هل تفكك زيارة وانغ يي توازنات الحرب الأوكرانية؟

الصين تطرق أبواب أوروبا.. هل تفكك زيارة وانغ يي توازنات الحرب الأوكرانية؟
وزير الخارجية الصيني وانغ ييالمصدر: (أ ف ب)
05 يوليو 2025، 3:05 م

رأى خبراء سياسيون فرنسيون متخصصون في الشأن الصيني أن زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى أوروبا ولقاءه نظيره الفرنسي جان نويل بارو ومسئولين أوروبيين ليست مجرد جولة دبلوماسية عادية، بل تعكس لحظة استراتيجية فارقة تعيد فيها بكين رسم علاقتها بالقارة العجوز.

وقال الباحثون الفرنسيون إن هذه التحركات الصينية تمثل اختبارًا دقيقًا لقدرة أوروبا على التوازن بين شراكتها الاقتصادية مع الصين وتحالفها السياسي والأمني مع الولايات المتحدة، في وقت تتشابك فيه ملفات التجارة والتكنولوجيا والطاقة مع الحسابات الجيوسياسية الكبرى.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الصيني وانغ يي

وزير الخارجية الصيني: لن نقبل خسارة روسيا أمام أوكرانيا

وأوضح إيمانويل لينكو، الأستاذ في المعهد الكاثوليكي بباريس، والباحث المتخصص في العلاقات الثقافية والاستراتيجية بين الصين والغرب، أن زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى أوروبا ولقاءه نظيره الفرنسي جان-نويل بارو تحمل أبعادًا تتجاوز البروتوكول الدبلوماسي.

ورأى لينكو في حديثه لـ"إرم نيوز" أن اللقاءات التي تسبق قمة الصين-الاتحاد الأوروبي تكشف أن بكين تعيد تموضعها الاستراتيجي تجاه أوروبا، في وقت تشهد فيه العلاقات الصينية الأمريكية مزيدًا من التوتر".

وأضاف أن "فرنسا تحاول التوازن بين شراكة اقتصادية ضرورية مع الصين، وبين التزاماتها الأوروبية والأطلسية، موضحاً أن جان-نويل بارو يتحدث بلغة مزدوجة، الدعوة إلى شراكة قوية مع الصين، مع التشديد في الوقت ذاته على الدفاع عن القيم والمصالح الأوروبية، خاصة في ملفات مثل السيارات الكهربائية والكونياك".

أما بشأن موضوع النقاش بين الجانبين، فيرى أن: "الحرب في أوكرانيا حاضرة بقوة، لكنها ليست محور الزيارة الوحيد، موضحاً أن الأوروبيين قلقون من دعم الصين الضمني لروسيا، لكنهم في ذات الوقت بحاجة إلى الصين كشريك اقتصادي وتكنولوجي.

وأوضح أن الصين، بالمقابل، تريد أوروبا كحائط صد جزئي ضد أمريكا، أو على الأقل كجهة مستقلة لا تنخرط بالكامل في الاستراتيجية الأمريكية".

من جانبها، قالت الباحثة الفرنسية صوفي مرشيه، المتخصصة في العلاقات الصينية الأوروبية في مركز الدراسات الآسيوية، إن "هذه الزيارة تُجسد اختبارًا حقيقيًا لاستقلالية أوروبا الاستراتيجية، المفهوم الذي يروج له إيمانويل ماكرون، متسائلة: "هل تستطيع أوروبا صياغة موقف مستقل بين بكين وواشنطن؟ هذا ما تحاول زيارة وانغ يي تحديده، وما يسعى بارو لاستثماره".

وأضافت مرشيه لـ"إرم نيوز" أن "النقاش تناول بلا شك الحرب التجارية، لكن ليس بمعزل عن الأزمة في أوكرانيا، موضحة أن كل ملف مرتبط بالآخر، مثل الاقتصاد، الأمن، الطاقة، والتكنولوجيا، كما أن الصين تعرف أن أوروبا في مفترق طرق، وربما هذه اللحظة هي فرصتها الكبرى".

انفراجة جزئية في أزمة البراندي الفرنسي

أعلنت السلطات الصينية أخيرًا انتهاء التحقيقات في قضية مكافحة الإغراق على مشروبات البراندي الأوروبية، مع استثناء عدد كبير من الشركات الفرنسية من الإجراءات العقابية، وهو ما اعتبره جان-نويل بارو "خطوة إيجابية"، لكنه أشار إلى أن بعض النقاط الجوهرية لا تزال دون حل، خاصة ما يتعلق بإعفاء جميع المنتجين الفرنسيين.

من جهتها، أعربت المفوضية الأوروبية عن "أسفها" لتثبيت الصين رسومًا دائمة، معتبرة أنها تلحق ضررًا بالغًا بقطاع الكونياك، الذي يخسر نحو 50 مليون يورو شهريًا منذ بدء الأزمة.

أخبار ذات علاقة

العلمان الأمريكي والصيني خلال محادثات تجارية بين واشنطن وبكين في لندن، بريطانيا

"فورين أفيرز": من المستبعد إبرام صفقة كبرى بين أمريكا والصين

 وقال الدكتور جان بيير كابستان، أستاذ فخري في جامعة هونغ كونغ المعمدانية والخبير الفرنسي المتخصص في الشأن الصيني، "تسعى فرنسا إلى ممارسة دبلوماسية مزدوجة مع الصين: تعزيز التعاون في مجالات مستقبلية كالهيدروجين والذكاء الاصطناعي، لكنها تصطدم بثوابت سياسية صينية لا يمكن تجاوزها، كدعم موسكو والرفض المستتر للمعايير الأوروبية في التجارة والحقوق".

وأشار كابستان لـ"إرم نيوز" إلى أن "خطاب بكين بات أكثر حدة، وهو مؤشر على انزعاجها من الضغوط الأوروبية. وفرنسا تحاول بناء توازن دقيق، لكن يبدو أن بكين تراهن أكثر على علاقتها مع موسكو، وتتعامل مع أوروبا باعتبارها طرفًا ضعيفًا نسبيًا مقارنة بالولايات المتحدة".

الموقف من الحرب في أوكرانيا: الصين تتخلى عن حيادها؟

وكشفت تقارير صحفية أوروبية أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أبلغ نظراءه الأوروبيين، خلال اجتماع مغلق، أن بكين ترى أن هزيمة روسيا في أوكرانيا "غير مقبولة". وفسرت المصادر هذا التصريح بأنه يكشف تغيرًا في لهجة الصين من الحياد المعلن إلى دعم غير مباشر لموسكو، بحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.

وبررت بكين موقفها بأن هزيمة روسيا ستؤدي إلى تركيز الولايات المتحدة بالكامل على منافستها مع الصين، ما لا يصب في مصلحة الأخيرة. هذا الموقف يثير قلق الأوروبيين، لا سيما في ظل اتهامات توجهها بروكسل لبكين بدعم روسيا تقنيًا واقتصاديًا، رغم العقوبات الغربية.

في المقابل، نفت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ، تلك التصريحات، مؤكدة أن بكين تلتزم بموقف "محايد وموضوعي" حيال الأزمة الأوكرانية، وتدعو لحل سياسي عبر التفاوض. لكنها لم تنفِ بشكل قاطع التقييمات الأوروبية المتزايدة بأن الصين تميل إلى دعم موسكو على حساب العلاقات مع الغرب.

العلاقات الصينية الأوروبية تتجه نحو مزيد من التوتر، فقد حذرت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، كايا كالاس، الصين، من تهديد الأمن الأوروبي، بينما حذرها وانغ يي من "السعي إلى المواجهة بسبب الخلافات". 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC