ما زالت تفاصيل "الاتفاق الجزئي" الذي توصل إليه الرئيس الأمريكي مع نظيره الصيني في بوسان الكورية الجنوبية تتكشف، حيث أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن اجتماع ترامب وشي، أسفر عن "هدنة تجارية ثالثة" خلال عام واحد فقط.
وأضافت أن "أفضل ما يمكننا قوله هو أن الاتفاق جنّب أمريكا المزيد من الأضرار الاقتصادية"؛ لذلك وصفه ترامب بأنه "اتفاق ممتاز"، لكن الأسواق كانت أقرب إلى الحقيقة عندما تثاءبت، وهو ما يعني أن الاتفاق أعاد إلى حد كبير الوضع الراهن الذي كان سائدا في مايو الماضي.
وعددت الصحيفة مكاسب واشنطن من لقاء بوسان الكورية الجنوبية، مؤكدة أن الرئيس شي، سمح باستئناف تصدير المعادن الأرضية النادرة، رافعًا بذلك تعليق الصين الأخير، ولكن لمدة عام واحد فقط. هذا يعني أن الصين ستتمكن من استغلال نفوذها في مجال المعادن الأرضية النادرة مجددًا العام المقبل.
وستشتري الصين أيضا فول الصويا الأمريكي مجددًا، بعد ما كاد أن يكون حظرًا أرهق المزارعين الأمريكيين وأدى إلى مطالبات بإنقاذ من واشنطن، كما تعهدت بكين باتخاذ إجراءات صارمة ضد إنتاج الفنتانيل على أراضيها، وهو وعدٌ غير قابل للتنفيذ، ومن غير المرجح أن تفي به الصين، وفق "وول ستريت جورنال".
وفي المقابل، كان على الرئيس ترامب مجاراة نظيره الصيني؛ لذلك رد على الخطوات الصينية بالتراجع عن فرض تعريفة جمركية بنسبة 100%، والتي كان قد هدد بفرضها في أعقاب ضوابط بكين على تصدير المعادن الأرضية النادرة.
كما تعهد بتخفيض نسبة 10% من تعريفته الجمركية الحالية البالغة 57% على الصين والمتعلقة بالفنتانيل. ويبلغ المعدل الإجمالي الجديد للتعريفة الجمركية 47%. ويبدو أن الولايات المتحدة عازمة على تخفيف بعض ضوابط التصدير على بعض رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
واعتبرت الصحيفة، أن الإنجاز الأهم هو أن ترامب، لم يُقدّم أي تنازلات للخطط الصينية بشأن تايوان، كما أنه لم يُقدّم أي تنازلات بشأن استمرار الصين في شراء النفط الروسي أو دعمها لحرب روسيا في أوكرانيا. ويبدو أن فرض عقوبات جمركية من النوع الذي طُرح في مجلس الشيوخ غير وارد.
وخلص التقرير، إلى أن الدروس المستفادة من لقاء الرئيسين الصيني والأمريكي، بالنسبة لواشنطن، تتضمن أن كسب الحروب التجارية ليس بالأمر السهل، وخاصةً ضد منافسٍ ذي نفوذ، كما أن ترامب أدرك أن خوض حرب تجارية دون حلفاء خطأٌ كبير.
وأشار إلى أن من بين أصدقاء أمريكا المحتملين في مواجهة اقتصادية مع الصين اليابان والهند وكوريا الجنوبية والفلبين، بالإضافة إلى كندا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي. وقد فرض ترامب رسومًا جمركية على جميع هذه الدول، وهو ما أضعف موقف ترامب أمام نظيره الصيني.