أظهرت لقطات مصوّرة اليوم الثلاثاء، قيام إسرائيل بترحيل، غريتا تونبرغ، ورفاقها في "سفينة مادلين" عبر طائرة ستُحط في باريس ثم ستوكهولم، فيما يبدو أنه "عقاب إضافي" توجّهه تل أبيب إلى الناشطة السويدية.
ومن المعروف أن غريتا تونبرغ المدافعة الشرسة عن حماية المناخ، تمتنع عن ركوب الطائرات، بل إنها سافرت من ستوكهولم إلى نيويورك عبر البحر في رحلة طويلة استغرقت نحو أسبوعين.
ففي أغسطس/ آب 2019 صرّحت الناشطة التي كانت تبلغ من العمر 16 عاماً فقط، لوكالة فرانس برس، قبل لحظات من صعودها إلى مركب شراعي إلى نيويورك لحضور قمة الأمم المتحدة العالمية حول المناخ، إنها تمتنع عن ركوب الطائرات بسبب الانبعاثات الكربونية الصادرة عنها.
واستقلت يومها غريتا تونبرغ مركباً شراعياً يحمل اسم "ماليزيا 2"، برفقة الربّان الألماني بوريس هيرمان وبيار كازيراغي ابن شقيقة أمير موناكو، فضلاً عن والدها سفانته تونبرغ والمخرج نايثن غروسمان الذي يوثّق مسيرتها.
و"ماليزيا 2" مركب شراعي طوله 18 متراً طولاً، مزوّد بألواح شمسية وتوربينات لتوليد التيار الكهربائي الذي يغذّي أجهزة الملاحة والقيادة التلقائية وأجهزة تحلية المياه، فضلاً عن مختبر لقياس مستوى ثاني أكسيد الكربون في المياه.
وقالت غريتا تونبرغ، "يظهر ذلك إلى أي مدى يستحيل اعتماد نمط عيش مستدام اليوم، ومن العبثي عبور المحيط الأطلسي بهذه الطريقة لتجنّب إصدار الانبعاثات. لكنني مصرة على انتهاز هذه الفرصة بما أنني من الأشخاص القلائل في العالم الذين يتسنى لهم القيام بالأمر".
وفيما قد يبدو إجراء السلطات الإسرائيلية بترحيل الناشطة السويدية عبر الطيران نوعاً من العقاب، فإن صحيفة "هآرتس" ذكرت أن غريتا ثونبرغ وافقت مع ثلاثة نشطاء آخرين على الترحيل من تل أبيب، فيما سيُنقل ثمانية ناشطين آخرين كانوا على متن السفينة إلى سجن جفعون وسط إسرائيل، بعد رفضهم توقيع أوراق الترحيل.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمر بعرض "إجباري" لفيديو عن هجوم السابع من أكتوبر على الناشطة السويدية ورفاقها في "سيفنة مادلين".
ونقلت "التلغراف" عن كاتس قوله إنه يريد من النشطاء "أن يروا بدقة من هي منظمة حماس الإرهابية التي جاؤوا لدعمها ولمن يعملون، وما الفظائع التي ارتكبوها ضد النساء وكبار السن والأطفال، ومن تقاتل إسرائيل للدفاع عن نفسها".
وعلى مدار سنوات شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية حملات شرسة ضد غريتا تونبرغ، والتي وصفتها بـ "المعادية للسامية"، فيما تحظر وزارة التعليم في إسرائيل أي ذكر للناشطة السويدية التي ربطت قضية المناخ بالحرب على غزة.
ومنذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، ظهرت غريتا في عدة فعاليات متضامنة مع القطاع، وبدت في صور وهي تحمل لافتات كتب عليها "تضامن مع غزة"، و"فلسطين حرة"، و"هذه اليهودية تقف إلى جانب فلسطين"، و"العدالة المناخية الآن".
