يرى خبراء ومختصون سياسيون، أن فوز المرشح الديمقراطي دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية يعد "كابوسًا" يثير قلق الإيرانيين، بينما سيكون بمنزلة انتصار للائتلاف الحكومي الإسرائيلي الذي يقوده بنيامين نتنياهو وأحزابه اليمينية.
ووفق التقديرات الأولية فإن عودة ترامب للبيت الأبيض ستؤدي إلى دعم أمني قوي لإسرائيل، وموقف حازم ضد إيران وبرنامجها النووي، خاصة أن الرئيس الجمهوري اتخذ في ولايته السابقة قرارات استثنائية لصالح الإسرائيليين.
ويرتبط ترامب بعلاقة متميزة مع نتنياهو، دفعته خلال ولايته السابقة إلى اتخاذ العديد من القرارات لصالح إسرائيل، أبرزها انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وسط ترجيحات باتخاذ ترامب قرارات أكثر شدة ضد طهران.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، سعيد زيداني، أن "عودة ترامب للبيت الأبيض تعزز العلاقات السياسية والأمنية والعسكرية مع إسرائيل"، لافتًا إلى أنها فرصة ذهبية لليمين الإسرائيلي لفرض واقع جديد في الشرق الأوسط".
وقال زيداني، لـ"إرم نيوز"، إن "نتنياهو انتظر طويلًا عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، وعمل منذ بداية فترة ولايته الحالية من أجل تهيئة الأرضية اللازمة لفرض واقع جديد ستدعمه إدارة ترامب، خاصة ما يتعلق بإيران وحلفائها بالمنطقة".
وأوضح أن "الائتلاف الحكومي الإسرائيلي راهن على عودة ترامب، وضحى بالعلاقة مع إدارة بايدن والحزب الديمقراطي من أجل ذلك، وهو الأمر الذي جنى ثماره من خلال فوز المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية".
وأضاف "من المرجح أن يتجه ترامب لاتخاذ خطوات استثنائية ضد إيران، ويدعم أي تحركات إسرائيلية ضدها على مختلف المستويات"، مبينًا أن إيران ستدرس جيدًا أي خطوة ضد إسرائيل بعد فوز ترامب بولاية جديدة.
وتابع "ستحاول إيران في الفترة المقبلة التراجع خطوات للوراء، والضغط على حلفائها في غزة ولبنان من أجل القبول باتفاق تهدئة مع إسرائيل، يحول دون توجيه الأخيرة ضربة عسكرية لها، أو إعطاء ترامب الضوء الأخضر لاستهداف برنامجها النووي".
ويرى أستاذ العلوم السياسية، أيمن يوسف، أن "فوز ترامب وعودته لرئاسة الولايات المتحدة يمكن عدُّه كابوسًا لإيران وقادتها، خاصة أن مواقف الرئيس الأمريكي الجديد من الإيرانيين وبرنامجهم النووي واضحة".
وقال يوسف، لـ"إرم نيوز"، إن "فوز ترامب سيجبر القادة الإيرانيين على إجراء مراجعة شاملة لمخططاتهم السياسية والعسكرية في المنطقة، وسيجبرهم على القبول بأي مقترحات دولية وإقليمية لتهدئة الأوضاع الأمنية بالشرق الأوسط".
وأضاف "إيران تستعد لأربع سنوات من التوتر والتصعيد مع الإدارة الأمريكية الجديدة، كما أنها تتوقع أن يمنح ترامب الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ أوسع عمليات عسكرية بالعمق الإيراني بما في ذلك أهداف تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني".
وزاد "عودة ترامب تثير مخاوف إيران وقلقهم، وسيدفعها للعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية من خلال تعميق العلاقات العسكرية مع روسيا، خاصة أنها تتوقع تعرضها لضربات عسكرية مكثفة وغير مسبوقة من إسرائيل وربما بمشاركة أمريكية"، وفق تقديره.
